للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إِذْنِ أَهْلِها، فأرسلت المرأة [قالت]: يا رسول الله! إني أرسلتُ إلى البَقِيعِ يُشْتَرَى لي شاة فلم أَجِدْ، فأرسلت إلي جارٍ لي قد اشترى شاة أن أرسل إليَّ بثَمَنِها، فلم يوجد، فأرسلتُ إلى امرأته، فأَرسَلَتْ إليَّ بها، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أطعميه الأسَارَى" أخرجه أبو داود (١).

[إخبار النبي - صلى الله عليه وسلم - أصحابه بإتمام الله تعالى أمره وإظهار دينه]

١٧٦٦ - عن خبَّاب قال: شَكَوْنا إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وهو مُتَوَسِّدٌ بردْةً لَهُ، وهو في ظِلِّ الكَعْبَةِ، فقلنا: ألا تَدْعُو اللهَ لنا، ألَا تَسْتَنْصِر [الله] لنا؟ قال: فجلس مُحْمَارًّا وَجْهُهُ، ثم قال: "واللهِ إن كان مَنْ كَانَ قَبْلَكُم لَيُؤْخَذُ الرَّجُلُ، فَيُحْفَرُ لهُ الحفرةُ، فيُوضَعُ الِمنْشَارُ على رَأْسِهِ، فَيُشَقُّ باثْنَيْنِ، ما يَصْرفُه [ذلك] عن دينه، أو يُمَشَطُ بأَمْشاطِ الحَديد ما بين عَصَبِه ولَحْمِه، ما يَصْرفُه عن دينه، ولَيُتِمَّنَّ [اللهُ] هذا الأمرَ حتى يَسِيرَ الرَّاكِبُ منكم منِ صَنْعَاءَ إلى حَضْرَمَوْتَ لا يَخْشَى إلا اللهَ، أو الذئبَ على غنمِهِ، ولكن تَعْجَلُونَ". أخرجه البخاري ومسلم (٢).


(١) رقم (٣٣٣٢) في البيوع: باب في اجتناب الشبهات وإسناده صحيح.
(٢) كذا في الأصل: أخرجه البخاري ومسلم، وهو عند البخاري فقط ١٢/ ٢٥٨ في الإكراه: باب من اختار الضرب والقتل والهوان على الكفر ورواه أيضًا أبو داود رقم (٢٦٤٩) في الجهاد: باب في الأسير يكره على الكفر، وهذا اللفظ الذي ساقه المصنف هو للبيهقي في "دلائل النبوة" ولفظه عند البخاري. عن خباب قال: شكونا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة، فقلنا: ألا تستنصر لنا؟ ألا تدعو لنا؟ فقال: قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل، فيحفر له في الأرض، فيجعل فيها، فيجاء بالمنشار، فيوضع على رأسه، فيجعل نصفين، ويمشط بأمشاط الحديد من دون لحمه وعظمه، فما يصده ذلك عن دينه، والله ليتمن هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله، والذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون.

<<  <  ج: ص:  >  >>