للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٤١ - عن الأشعث بن سليم السلمي، عن رجل من كنانة قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بسوق ذي المجاز وهو يقول: "يا أيُّها النَّاسُ قُولوا: لا إلَه إِلا الله تُفْلِحُوا" وإذ رجل خَلْفَه يَسْفي عليه الترابَ، فإذا هو أبو جهل، وإذا هو يقول: يا أيُّها النَّاسُ لا يَغُرَّنَّكم [هذا] عن دينكم، فإنما يريد أن تتركوا عبادة اللات والعزَّى. أخرجه البيهقي (١).

[وعظ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عمه حمزة بن عبد المطلب وقبوله ذلك وإسلامه]

٤٢ - عن محمد بن إسحاق قال: حدثني رجل من أسلم وكان واعيةً أن أبا جهل اعترض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عند الصفا، فآذاه وشتمه، ونال منه ما يكره من العيب لدينه، فذكر ذلك لحمزة بن عبد المطلب، فأقبل نحوه حتى إذا قام على رأسه، رفع القوس، فضربه بها ضربة شجه منها شجة منكرة، وقامت رجال من قريش من بني مخزوم، إلى حمزة لينصروا أبا جهل [منه] فقالوا: ما نراك يا حمزة إلا قد صبأتَ، فقال حمزة: وما يمنعني وقد استبان لي منه، أنا أشهدُ أنه رسول الله، وأن الذي يقول حق، فوالله لا أنزعُ، فامنعوني إن كنتم صادقين. فقال أبو جهل: دعوا أبا عمارة فإني والله لقد سببت ابن أخيه سبًا قبيحًا، فلما أسلم حمزة عرفت قريش أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد عز وامتنع، فكفوا عن بعض ما كانوا ينالون منه. وقال حمزة في ذلك شعرًا، ثم رجع حمزة إلى بيته فأتاه الشيطانُ، فقال. أنت سيد قريش اتَّبعتَ هذا الصابئ، وتركت دين آبائك، لَلْموت خيرٌ لك مما صنعت، فأقبل على حمزة بثُّه فقال: ما صنَعتُ؟ ! اللهم إن كان رشدًا، فاجعل تصديقَهُ في قلْبِي، وإِلا فاجعل لي مما وقعت فيه مخرجًا، فبات بليلة لم يَبِت بِمِثْلِها مِن وسْوَسَة الشيطان حتى أصبح،


(١) ١/ ٤٣٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>