للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٣٥٢ - عن أبي هريرة: أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قَضَى في الجَنِينِ بِغُرَّةِ عَبْدٍ، أَوْ أَمَةٍ، أَوْ فَرَسٍ، أوْ بَغْلٍ أخرجه أبو داود (١).

[أول قضاء قضى به النبي - صلى الله عليه وسلم - في الدية]

١٣٥٣ - عن زياد بن سعد بن ضميرة السلمي، عن أبيه، عن جده، وكانا شَهِدَا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حُنَيْنًا: أَنَّ مُحَلِّمَ بنَ جَثَّامَةَ قَتَلَ رَجُلًا من أشْجَعَ في الإسْلامِ، وذلِكَ أَوَّلُ غِيَرٍ قَضى به رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، فَتَكَلَّم عُيَيْنَةُ في قَتْلِ الأشْجَعِي لأنَّه من غَطَفَان، وتَكَلَّم الأقْرَعُ بن حابِسٍ دُونَ مُحَلِّم، لأنَّه من خِنْدَف، فارْتَفَعَتِ الأصْواتُ، فكَثُرَتِ الخَصُومَةُ والَّلغَطُ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا عُيَيْنَةُ! ألا تَقْبَل الغِيَرَ؟ " قال عُيَيْنَةُ: لا واللهِ حَتَّى أُدْخِلَ على نِسائِه من الخَوْفِ (٢) والحُزْنِ ما أدْخَلَ على نِسائِي، قال: ثم ارتَفَعَتِ الأَصْواتُ وكَثُرَتِ الخُصُومَةُ والَّلغط، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا عيينة! ألا تَقْبَلِ الغِيَرَ؟ " فقال عيينة مثل ذلك أيضًا، إلى أن قَامَ رَجُلٌ من بني لَيْث يُقال له: مُكَيْتِل، عليه شِكَّةٌ، وفي يَدِهِ دَرِقَةٌ، فقال: يا رسول الله! إنَّي لم أَجِدْ لما فَعَل هذا في غُرَّةِ الإسْلامِ مَثَلًا، إلَّا غَنمًا وَرَدَتْ، فَرُمِيَ أَوَّلُها، فَنَفَر آخِرُها، اسْنُنِ اليَومَ وغَيِّرْ غَدًا، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "بَلْ نُعطِيكُم خَمْسين من الإبِل في فَوْرِنا هذا، وخَمْسِين إذا رَجَعنْا إلى المَدِينَةِ" وذلِكَ في بَعْضِ أسْفَارِه، ومُحَلِّم رَجُلٌ طويل آدَمُ، وهو في طَرَفِ النَّاسِ، فَلْم يَزَالُوا حتى تخَلَّص، فجلس بَيْنَ يَدَيْ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وعَيْنَاهُ تَدْمَعانِ، فقال: يا رسول الله! إنِّي قَدْ فَعَلْتُ الذي قد فَعَلْتُ، وإنِّي أَتُوبُ إلى اللهِ عزَّ وجَلَّ، فاسْتَغْفِرْ لي يا رَسول الله، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "أقَتَلْتَهُ بسِلَاحِكَ في غُرَّة الإسْلامِ؟ اللهُمَّ لا تَغْفِرْ لِمُحلِّم" بصوتٍ عال.


(١) رقم (٤٥٧٩) في الديات: باب دية الجنين، وإسناده حسن.
(٢) في سنن أبي داود المطبوعة: الحرب.

<<  <  ج: ص:  >  >>