للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مَلَكُ الموتِ يَسْتَأْذِنُ عَلَيْكَ ولم يَسْتَأْذِنْ علي آدَمِيٍّ قبلك، ولا يستأذن علي آدمي بعدك، فقال: "ائْذَنْ له يا جبريل" فقال: عَلَيكَ السَّلامُ يا أحمد، إِنَّ الله أَرْسَلَني إليك، وأمرني أن أُطِيعَكَ فيما أَمَرْتني، إِن أَمَرْتَني أن أَقْبِضَ نَفْسَكَ قَبَضْتُها، وإن أَمَرْتَني أن أَتْرُكَها تَرَكْتُها؟ قال: "وتفعل ذلِكَ [يا ملك الموت"؟ ] قال: نعم بذِلِكَ أُمِرْتُ، قال جبريل: يا أحمد! إِنَّ الله قد اشْتَاقَ إلى لِقَائِكَ، قال: "يا مَلَكَ الموتِ، امض لما أُمِرْتَ بِهِ" قال: فَأتَاهُم آتٍ يَسْمَعُون حِسَّهُ ولا يَرَوْنَ شَخْصَهُ، فقال: السَّلامُ عليكم يا أَهْلَ البيتِ ورحمةُ الله وبركاتُه، إن في اللهِ خَلَفًا من كل هَالِك، وعَزَاءً من كُلِّ مُصِيبَةٍ، ودَرَكًا من كلِّ فَائِتٍ، فَباللهِ فَثِقُوا، وإِيَّاهُ فَارْجُوا، فإِنَّ المُصابَ من حُرمَ الثَّوابَ. قال البيهقي: قوله: فوالله إن الله قد اشتاق إلى لقائك: إن صح إسناد هذا الحديث، فإِنما معناه: قد أراد لقاءك، وذلك بأن يردك من دنياك إلى معادك زيادة في قربك وكرامتك (١).

الوقت واليوم والشهر والسنة الذي مرض وتوفي فيه وقد تقدَّم في أوَّل الكتاب ذكر ذلك مطلقًا.

١٨٢٠ - قال البيهقي: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا أحمد بن كامل، حدثنا الحسن بن علي البزاز، حدثنا محمد بن عبد الأعلى، حدثنا المعتمر بن سليمان، عن أبيه، أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - مَرضَ لاثنتي وعشرين ليلة من صفر، وبداءَةُ وجعِهِ عند وَلِيدَةٍ لَهُ يقال لها: رَيْحانة، وكانت من سبي اليهود، وكان أَوَّلُ يوم مَرضَ فيه يومَ السَّبْتِ، وكانت وفاتُه [اليوم العاشر] يوم الاثنين، لِلَيْلتَيْن


(١) رواه البيهقي في "دلائل النبوة": باب ما يؤثر عنه - صلى الله عليه وسلم - من ألفاظه في مرض موته، وإسناده مفصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>