للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعند النسائي: يقضي حاجَتَهُ، ثم يَتَقَدَّمُ إلى مُصَلَّاهُ فَيُصَلِّي (١).

[أول خطبة خطبها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين قدم المدينة]

٥٩٥ - روى الإمام أبو بكر البيهقي رحمه الله تعالى بإسناد في كتاب "دلائل النبوة" عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف قال: كانت أَوَّلُ خطبةٍ خطبَها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة: أنَّهُ قامَ، فحَمِدَ اللهُ وأَثنى عليه بما هُو أَهْلُه، ثم قال: "أمَّا بعد، أيُّها النَّاسُ: فَقدِّموا لأَنْفُسِكُم، تَعْلَمُنَّ واللهِ لَيَصْعَقَنَّ أَحَدُكُم، ثم ليدَعَنَّ غنمه ليس لها راعٍ، ثم ليقولَنَّ له ربُّه، ليس له تُرجُمان ولا حاجب يَحْجُبُه دونَه: أَلمْ يَأْتِكَ رَسُولي فبلَّغَكَ، وآتَيْتُكَ مَالًا، وأَفْضَلْتُ عليك، فما قدَّمْتَ لنَفْسِك؟ فَلَيَنْظرَنَّ يَمينًا وشِمالًا، فلا يرى شيئًا، ثم لَيَنْظُرَنَّ قُدَّامَه، فلا يرى غير جَهَنَّمَ، فمن اسْتَطاعَ أن يَقِيَ وَجْهَهُ مِنَ النَّارِ ولو بِشِقَّةٍ مِنْ تَمْرَةٍ فلْيَفْعَلْ، ومن لم يَجِدْ، فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ، فإِنَّ بِها يُجزى الحسنةَ عَشْرَ أَمْثالِها إلى سبع مئة ضِعْفٍ، والسَّلامُ على رسولِ الله ورحمة الله وبركاته".

ثم خطب رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - مرة أخرى فقال: "إنَّ الحمدَ للهِ أحمدُهُ، وأسْتَعِينُهُ، نَعُوذُ باللهِ من شُرُورِ أَنْفُسِنَا وسَيِّئاتِ أَعْمَالِنَا، من يَهْدِهِ اللهُ فلا مُضِلَّ له، ومن يُضْلِلْ فلا هادِيَ له، وأشهدُ أن لا إلهَ إلَّا اللهُ وَحدَهُ لا شَريكَ له، إنَّ أَحْسَنَ الحديثِ كتابُ اللهِ، قد أفْلَحَ من زَيَّنَهُ الله في قَلْبِه، وأَدْخَلَهُ اللهُ في الإِسْلام بعد الكُفْرِ، واخْتَارَهُ على ما سواه من أحاديث الناسِ، إِنَّهُ أَحْسَنُ الحَديث


(١) رواه أبو داود رقم (١١٢٠) في الصلاة: باب الإمام يتكلم بعد ما ينزل من المنبر، وابن ماجه رقم (١١١٧) في إقامة الصلاة: باب ما جاء في الكلام بعد نزول الإمام عن المنبر، والنسائي ٣/ ١١٠ في الجمعة: باب الكلام والقيام بعد النزول عن المنبر، ورواه أيضًا الترمذي رقم (٥١٧) في الصلاة: باب في الكلام بعد نزول الإمام من المنبر، وهو حديث حسن.

<<  <  ج: ص:  >  >>