رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، عارفةً بأَيام العرب وأشعارها، وروى عنها جماعة كثيرة من الصحابة والتابعين، وتوفيت بالمدينة سنة سبع وخمسين، وقيل: سنة ثمان وخمسين ليلة الثلاثاء لسبع عشرة خلت من رمضان، وأمرت أن تدفن ليلًا، فدفنت بالبقيع، وصلى عليها أبو هريرة. وكان يومئذٍ خليفة مروان على المدينة في أيام معاوية بن أبي سفيان، [رُومان بضم الراء والنون].
[حفصة أم المؤمنين]
بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنهما [العدوية القرشية] وأمها زينب بنت مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح، كانت قبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -] تحت خُنَيس بن حذافة بن قيس بن عدي السهمي هاجرت معه، ومات عنها [بعد غزوة بدر، فلما تأيَّمتْ ذكرها عمر على أبي بكر وعثمان، فلم يجبه واحد منهما، فخطبها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى عمر، فأنكحه إياها في سنة ثلاث، وقيل اثنتين، وطلقها تطليقة واحدة [ثمّ راجعها] فنزل عليه الوحي يقول: راجع حفصة فإِنها صوَّامة قوَّامة، وإنها زوجتك في الجنة فراجعها.
روى عنها جماعة من الصحابة والتابعين، وتوفيت في شعبان من سنة خمس وأربعين، وقيل: سنة إحدى وأربعين، وهي ابنة ستين سنة، وقيل: بل توفيت في خلافة عثمان، والله أعلم.