للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

معشر القسِّيسين والرُّهبان ما تزيدون على ما يقول هؤلاء ما يَزِنُ هذه، فمرحبًا بكم، وبمن جئتم من عنده، فأنا أشهد أنه نبي، ولَودِدْتُ أني عنده فأحمل نعليه، أو قال: أخدمه، فانْزِلوا حيثُ شئتُم مِن أرضي، فجاء ابن مسعود، فبادر، فشهد بدرًا. أخرجه البيهقي (١).

٥٣ - عن أسماء بنت أبي بكر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال حين هاجر عثمان بِرُقيَّة: "والَّذي نفسي بِيَدِه إنَّه لأوَّلُ مَن هَاجَرَ بَعْدَ إِبْراهِيم وَلُوط". قال النواوي: رويناه في "تاريخ دمشق" في أحوال بنات النبي - صلى الله عليه وسلم - (٢).

[عرض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نفسه على القبائل وقبول الأنصار رضي الله عنهم له]

٥٤ - عن جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه قال: لَبِثَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عشر سنين يتبع الحاج في منازلهم في الموسم مِجَنَّة وعُكاظ ومنازلَهم بمنى: من يُؤويني وينصُرُنِي حتى أُبَلِّغَ رسالات رَبِّي [وله الجنة] فلا يجد أحدًا يؤويه، ولا ينصره، حتى إن الرجل يَرحَلُ صاحِبُه مِن مُضَر أو اليمن، فيأتيه قومُه أو ذو رَحِمِه، فيقولون: احذر فتى قريش لا يفتنك، يمشى بين رحالهم يدعوهم إلى الله عز وجل يشيرون إليه بأصابعهم، حتى بعثنا الله له من يثرِب، فيأتيه الرجل منا، فيؤمنُ به ويُقرئه القرآن، فينقَلِبُ إلى أهْلِه، فيُسْلمون بإسلامه حتى لم يبق دارٌ من يثربَ إلا وفيها رَهْطٌ من المسلمين يظهرون الإِسلام، ثم بعثنا الله عز وجل، وائتمرنا، واجتمعنا سبعين رجلًا منا، فقلنا: حتى متى نَذَرُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يطوف في جبال مكة ويخافُ، فرحلنا حتى قَدِمنا عليه في الموسم، فواعدنا شِعبَ العَقَبة، فاجتمعنا فيه من رجل ورجلين حتى توافينا


(١) ٢/ ٦٦ و ٦٧ في "دلائل النبوة" باب الهجرة الأولى إلى الحبشة وإسناده منقطع.
(٢) ذكره النووي في "تهذيب الأسماء واللغات" ١/ ٣٢٢ في ترجمة عثمان بن عفان - رضي الله عنه -.

<<  <  ج: ص:  >  >>