وكذلك قضاؤه في اليد الشلاء، والسن السوداء، فإنه حكومة أيضًا، ومعنى الحكومة: أن يقال: لو كان هذا المجني عليه عبدًا، كم كان ينقص بهذه الجناية من قيمته؟ فيجب من ديته ذلك القدر، وحكومة كل عضو لا تبلغ ديته المقدرة، حتى لو جرح رأسه، دون الموضحة، لا تبلغ حكومتها أرش الموضحة وإن فتح شينها.
[كتاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذي كتب فيه ديات النفس والأعضاء أي أمر به فكتب]
قوله:"وفي الأنف إذا أوعى جدعًا"، أي: استوعب قطعًا، والجدع بالجيم والدال المهملة: القطع، وهو بالأنف أخص، فإذا أطلق غلب عليه، يقال: رجل أجدع ومجدوع: إذا كان مقطوع الأنف. والمأمومة: هي الشجة التي بلغت أم الرأس، وهل الجلدة التي تجمع الدماغ.
قوله:"إلى شرحبيل بن عبد كلال"، قال ابن عبد البر: شرحبيل بن عبد كلال، قيل ذي رعين، كتب إليه - صلى الله عليه وسلم -، وإلى الحارث بن عبد كلال، وإلى نعيم بن عبد كلال، بالفرائض وشرائع الإسلام، ذكرهم ابن إسحاق.
و"القيل" بفتح القاف وبالياء المثناة تحت: الملك دون الملك الأعظم، وقيل رعين، بضم الراء وفتح العين المهملة، أي: ملكها، وهي قبيلة من اليمن تنسب إلى ذي رعين، وهو من أذواء اليمن وملوكها.
و"معافر"، بفتح الميم: هي من هَمْدان بفتح الهاء وسكون الميم وبالدال المهملة لا ينصرف في معرفة ولا نكرة، لأنه جاء على مثال ما لا ينصرف من الجموع، قاله الجوهري، وقال: وإليهم تنسب الثياب المعافرية، تقول: ثوب معافري، فتصرفه لأنك أدخلت ياء النسبة ولم تكن في الواحد.