للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أن لا أَدَعَ فيها صَفراءَ ولا بَيضاءَ إلا قَسَمتهُ، قلت: إنَّ صاحِبَيكَ لم يفعلا، قال: هما المرءان أقتدي بهما (١).

[أخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مفتاح الكعبة من عثمان بن طلحة ثم رده عليه ودعاؤه له بالخلود فيهم وظهور أثر بركة دعائه لهم إلى الآن]

١١٦٤ - عن أهل السِّيَر أنه لما استخَفَّت جُرهم بحق البيت، شرَّدَهُم الله تعالى، ووَلِيَتهُ خُزاعَة، ثمَّ وَلِيَ بَعدَ خزاعة قُصَيُّ بن كلاب، وولي حجامة الكعبة، وأَمرَ مكَّة، ثم أعطَى ولَدَهُ عبد الدار السِّدانة - وهي الحجابة -، ودار النَّدوة، واللواء، وسمِّيت دار النَّدوة لاجتماع الندي فيها، يجلسون لإِبرام أمورهم ومشاورهم، وأُعطِىَ عبد مناف السِّقاية والرِّفادة، ثم جَعل عبد الدار الحجابة إلى ابنه عثمان، ولم يزل الأمر ينتقل إلى الأولاد حتى ولي الحجابة عثمان بن طلحة، قال عثمان: كنا نفتح الكعبة يوم الإِثنين والخميس، فجاء رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يومًا يريد أن يدخل مع الناس، فنلتُ منه، وَحَلُمَ مِنِّي، ثم قال: يا عثمان: لعلَّك سترى هذا المفتاح يومًا بيدي أضعه حيث شِئتُ، فقلتُ: لقد هلكت قريش يومئذٍ وذلَّت، قال: بل عَزَّت، وَدَخَلَ الكعبة، ووقعت كلمته مني موقعًا ظننت أن الأمر سيصير إلى ما قال، وأَرَدتُ الإِسلام، فإذا قومي يزْبُرُونِي زَبرًا شديدًا، فلما دخل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عام القضية غيَّر الله قلبي، ودَخَلَنِي الإِسلام، ولم يعزم لي أن أتيته، حتى رجع المدينة، ثم عزم لي الخروج إليه، فأولجتُ، فَلقِيتُ خالد بن الوليد، فاصطَحَبَنا، فلقينا عمرو بن العاص،


(١) رواه البخاري ١٣/ ٢١١ و ٢١٢ في الاعتصام: باب الاقتداء بسنن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وفي الحج: باب كسوة الكعبة، وأبو داود رقم (٢٠٣١) في المناسك: باب في مال الكعبة، وابن ماجه رقم (٣١١٦) في المناسك: باب مال الكعبة ولفظ الرواية الأولى لابن ماجه.

<<  <  ج: ص:  >  >>