للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الفصل الثامن في ذكر المدينة وما معها]

[قال] الجوهري: مدن بالمكان: أقام به، قال: وبه سميت المدينة، وهي فعيلة، وتجمع على مدائن بالهمز، وعلى مُدن ومَدن بإسكان الدال وضمها، وفيه قول آخر: أنها مفعلة، من دنت، أي: ملكت.

قال: وسألت أبا علي الفارسي عن همز مدائن؟ فقال: فيه قولان: من جعله فعيلة من قولك: مدن بالمكان، أي: أقام، همزه، ومن جعله مفعلة من قولك: دين، أي: ملك، لم يهمزه، كما لا يهمز معايش. وإذا نسبت إلى مدينة الرسول - صلى الله عليه وسلم - قلت: مدني، وإلى مدينة المنصور، قلت: مديني، وإلى مدائن كسرى، قلت: مدائني، للفرق بين النسب لئلا يختلط، قال الشيخ النووي: وقوله: للفرق بين النسب، هذا هو الأغلب وقد جاء خلافه، وذلك معروف عند أهل الحديث، قال: وقال قطرب وابن فارس: هي من دان، أي: أطاع، والدين: الطاعة.

قوله: "ما بين لابتي المدينة"، اللابة: الحرة، وهي الأرض ذات الحجارة السود التي قد ألبستها لكثرتها، وجمعها: لابات، والمدينة ما بين حرتين عظيمتين.

قوله: "إنها طيبة"، وفي رواية: أمر أن تسمى المدينة طيبة وطابة، وهما من الطيب، لأن المدينة كان اسمها يثرب، والثرب: الفساد، فكرهه لذلك،

<<  <  ج: ص:  >  >>