وقوله: لم أجد لما فعل هذا في غرة الإسلام مثلًا إلا غنمًا وردت، فرمى أولها، فنفر آخرها، اسنن اليوم وغير غدًا". قال في "النهاية" معناه: أنَّ مثل محلم في قتله الرجل وطلبه أن لا يُقتص وتؤخذ منه الدية، والوقت أول الإسلام وصدره، كمثل هذه الغنم النافرة، يعني إن جرى الأمرُ مع أولياء هذا القتيل على ما يريد محلم ثبَّط الناس عن الدُّخول في الإِسلامِ معرفتُهم أنَّ القود يغيِّر بالدِّية، والعرب خصوصًا وهم الحُرَّاص على دَرْك الأوتار، وفيهم الأنفَة من قبول الديات، ثم حثُّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الإفادة منه بقوله: "اسنن اليوم وغيِّر غدًا، يريد إن لم تقتص منه غيَّرْت سُنَّتك، ولكنه أخرج الكلام على الوجه الذي يُهيَّج المخاطب ويحثُّه على الإقدام والجُرأة على المطلوب منه.
وغُرة الإسلام: أوله، وغرة كل شيء: أوله.
[كتابه الكتاب بما يلتزمه الرجل نحو الدية]
قوله:"عن هلال بن سراج بن مجاعة عن أبيه عن جده" هو مجاعة بن مرارة بن سلمى الحنفي اليمامي، كان رئيسًا من رؤساء بني حنيفة، وله أخبار في الردة مع خالد بن الوليد، روى عنه ابنه سراج بن مجاعة ولم يرو عنه غيره.
وقوله:"سأعطيك منها عقبى"، أي: بدلًا عن الإبقاء والإطلاق قاله في "النهاية".