للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فبكى وقال: وَدِدْتُ أن عملي كلَّهُ مثلُ عَمَلِه يومًا واحدًا من أَيَّامه، وليلةً واحدة من لَيالِيهِ، أما لَيْلَتُه، فالليلة [التي] سَارَ مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الغَار، فلما انْتَهَيَا إليه قال: والله لا تدخُله حتى أَدْخُل قَبْلَكَ، فإِنْ كانَ فيه شَيْءٌ أَصابَني دُونَكَ، قال: فدخل، فكَسَحَهُ، فَوَجَدَ فيه ثُقْبًا، فَشَقَّ إِزارَهُ، وسَدَّها به، فَبَقِيَ منها اثنان، فَأَلقَمَهُما رِجْلَيْهِ، ثم قال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ادخل، فدخَلَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، ووضَعَ رَأْسَهُ في حَجْرِه، ونام، فلُدِغَ أبو بكر في رِجْله مِن الجَحْرِ، ولم يَتَحَرَّكْ مخافَةَ أن ينتَبه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، فسقطت دُمُوعُه على وجهِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "مَا لَكَ يا أبَا بَكْرِ؟ " قال: لُدِغْتُ، فِداكَ أبي وأمِّي، فَتَفَلَ عليه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، فذهب عنه ما يَجدُه، ثم انتقض عليه، وكان سببَ موتِه. وأَمَّا يومُه، فلما قُبِضَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - ارتَدَّتِ العَرَبُ، وقالوا: لا نُؤَدِّي زَكَاةً، فقال: لو مَنَعُوني عِقالًا لجاهَدْتُهُم عليه، فقلت: يا خليفةَ رسولِ الله، تَأَلَّفِ النَّاسَ، وارْفُق بهم. فقال لي: أَجبَّارٌ في الجاهِليَّةِ، وخَوارٌ في الإسلام؟ إنه قد انقطع الوحيُ، وتَمَّ الدِّينُ، أَيَنْقُصُ وأنا حَيٌّ؟ . أخرجه (١).

١٦٤٣ - عن ابن عمر قال: خرجَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بين أبي بكرٍ وعمرَ فقال: "هكذا نُبْعَثُ". أخرجه الترمذي وابن ماجه (٢).

[عمر بن الخطاب رضي الله عنه]

١٦٤٤ - عن جابر قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "رَأَيْتُني دخلتُ الجَنَّةَ،


(١) ذكره المحب الطبري في كتابه (الرياض النضرة في مناقب العشرة)، وقال: أخرجه النسائي.
(٢) رواه الترمذي رقم (٣٦٧٠) في المناقب: باب مناقب أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وابن ماجه في المقدمة: باب فضل أبي بكر الصديق رضي الله عنه واللفظ له، من حديث سعيد بن مسلمة عن إسماعيل بن أمية عن نافع عن ابن عمر، وإسناده ضعيف، لضعف سعيد بن مسلمة، قال الترمذي: هذا حديث غريب وسعيد بن مسلمة ليس عندهم بالقوي.

<<  <  ج: ص:  >  >>