للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من فُضُوحِ الآخِرَةِ، اللَّهُمَّ ارْزُقْه صِدْقًا وإيمانًا، وأَذْهِب عنه النَّوْم إذا شَاء". ثم قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "عُمَرُ معي وأَنا مع عمر، والحَقُّ بعدي مع عُمر" (١).

ذكر ما همَّ به - صلى الله عليه وسلم - من أن يكتب لهم كتابًا حين اشتد به وجعه، ثم تركه ذلك علمًا منه بأن الترك أصلح لهم، إذ لو علم صلاحهم فيه لكتبه شاؤوا أم أبوا

١٨١٤ - عن سعيد بن جبير قال: قال ابن عباس: يومُ الخميس وما يومُ الخميس، ثم بكى حتَّى بَلَّ دَمْعهُ الحصا، قال: قلت: يا ابن عباس! وما يومُ الخميس؟ قال: اشْتَدَّ برسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وَجَعُهَ، قال: "ائْتُوني بكتف أَكْتُبْ لكم كِتابًا لا تَضِلُّوا بعده أبَدًا" قال: فَتَنَازَعُوا، ولا يَنْبَغي عِنْدَ نَبيُّ تنازُعٌ، فقالوا: ما شَأْنُهُ أَهَجَرَ؟ اسْتَفْهِمُوه، قال: فذَهَبوا يُعِيدُونَ عليه، قال: "دَعُوني فالذي أنا فيه خَيْرٌ مما تَدْعُونَني إليه" قال: فَأَوْصَاهُم عند مَوْتِه بثلاث، فقال: "أَخْرجُوا المُشْركين من جَزيرَةِ العَرَب، وأَجِيزُوا الوُفُودَ بنحْوٍ مِمَّا كنتُ أُجِيزُهُم" قال: وسكت عن الثالثة، أو قالها فنَسِيتُها. أخرجه البخاري ومسلم (٢).

١٨١٥ - قال البيهقي: زاد علي - يعني ابن المديني - قال سفيان: وإِنَّما زَعَمُوا: أراد أن يكتب فيها استخلافَ أبي بكر (٣).


(١) رواه البيهقي في "دلائل النبوة": باب ما روي في خطبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وفي سنده القاسم بن يزيد بن عبد الله بن قسيط، قال الذهبي في "الميزان" حديثه منكر.
(٢) رواه البخاري ٦/ ١٠٣ في الجهاد: باب جوائز الوفد، ومسلم رقم (١٦٢٧) في الوصية: باب ترك الوصية لمن ليس له شيء يوصي فيه.
(٣) ذكره البيهقي في "دلائل النبوة": باب ما جاء في همه بأن يكتب لأصحابه كتابًا حين اشتدَّ به الوجع - صلى الله عليه وسلم -.

<<  <  ج: ص:  >  >>