٤٣٩ - عن محمد بن عمرو [بن عَطاء] قال: سمعتُ أبا حُمَيد السَّاعِدِيّ يَقولُ فِي عَشرةٍ مِنَ الصَّحَابَة، مِنهُم أبو قَتادَة، قال أبو حميد: أنا أعلَمُكُم بصَلاةِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، قَالوا: فَلِمَ؟ فوالله ما كُنتُ بِأكْثَرَ مِنَّا لَهُ تَبَعًا، ولا أَقْدَمُنا لَهُ صُحْبَةً، قال: بلى، قَالوا: فَاعرضْ، قَالَ: كانَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إذا قَامَ إلى الصَّلاة يَرفَعُ يَدَيهِ حَتَّى يُحَاذِي بِهِما مَنْكِبَيه، ثُمَّ يُكَبِّرُ حَتَّى يَقِرَّ كُلُّ عَظمٍ في مَوضِعِهِ مُعْتَدِلًا، ثُمَّ يَقرأ، ثُمَّ يُكَبِّر ويَرفَعُ يَدَيهِ حَتَّى يُحَاذي بِهِما مَنكِبَيهِ، ثُمَّ يَركَع ويَضَعُ راحَتَيهِ عَلَى رُكْبَتَيْهِ، ثُمَّ يَعْتَدِلُ ولا يَنْصِبُ رَأسَهُ، ولا يُقْنِعُ، ثُمَّ يَرفعُ رأسَهُ فيَقُولُ:"سَمِعَ الله لِمَنْ حَمِدَه"، ثُمَّ يَرفَعُ يَدَيهِ حَتَّى يُحَاذي مَنْكبَيه مُعْتَدِلًا، ثُمَّ يقُول:"الله أَكْبَر"، ثُمَّ يَهْوِي إِلى الأرض، فَيُجَافِي يَدَيْهِ عَن جَنْبَيهِ، ثُمَّ يَرْفَعُ رَأسَهُ، وَيُثْنِي رِجلَهُ اليُسرَى فيَقْعُدَ علَيهَا، وَيَفتَحُ أصَابِعَ رِجلَيهِ إِذا سَجَد، ويَسجُد ثُمَّ يَقُولُ:"الله اكبَر"، ويَرفَعُ، ويُثْنِي رِجلَهُ اليُسرَى، فَيقْعُد عَليْهَا حَتَّى يَرجعَ كُلُّ عَظْمٍ إِلَى مَوْضِعِهِ، ثُم يصنعُ فِي الأُخرَى مِثلَ ذَلِك، ثُم إِذا قَامَ مِن الركعتين كبَّر وَرَفعَ يَدَيهِ حَتَّى يُحاذِي بِهِما مَنكَبَيهِ، كَما كَبَّر عِندَ افْتِتاحِ الصَّلاة، ثمَّ يصنعُ ذلك في بقيَّةِ صَلاتِهِ، حتَّى إذا كانت السَّجدَة التي فِيهَا التَّسلِيم أخَّرَ رِجلَهُ اليُسرَى، وَقَعَدَ مُتَوَرِّكًا على شِقِّهِ الأَيسَر. قالوا: صَدَقتَ، هكذا كانَ يُصَلِّي.
وفي رواية: إذا قعدَ في الرَّكعَتَينِ، قَعَدَ عَلَى بَطنِ قَدَمِهِ اليُسرَى، ونصَبَ اليُمنَى، فَإذا كانت الرَّابعة أفْضَى بِوَركِهِ اليُسْرَى إلى الأَرضِ، وأخْرَجَ قَدَمَيْه مِن نَاحِيةٍ واحِدَةٍ. أخرجه البخاري ومسلم (١).
(١) رواه البخاري ٢/ ٢٥٣ - ٢٥٤ في صفة الصلاة: باب سنة الجلوس في التشهد، وهو ليس عند مسلم كما ذكر المصنف، وقد رواه أيضًا أبو داود رقم (٧٣٠) و (٧٣١) و (٧٣٢) =