للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يا رسول الله! أَيُّنا أَسْرَعُ بك لُحوقًا؟ قال: "أَطْوَلُكُنَّ يَدًا", فأخذوا قَصَبَةً يَذْرَعُونَها, فكانت سَوْدَةُ أطولهن يَدًا, فعلمنا بعدُ إِنَّما كان طول يَدِها للصدقة, وكانت أسرعنا لحوقًا (١) به, وكانت تُحِبُّ الصَّدَقَة" أخرجه البخاري (٢).

[إخباره - صلى الله عليه وسلم - بهبوب الريح لموت منافق]

١٧٦٠ - عن جابر أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ, فلمَّا كانَ قُرْبَ المَدِينَةِ, هاجَتْ رِيحٌ شَدِيدَةٌ تَكَادُ أَنْ تَدْفِنَ الرَّاكِبَ فَزَعَمَ أَنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "هذِه الرِّيحُ لِمَوْتِ مُنافِقٍ", فلما قَدِمَ المدِينَةَ فإذا عَظِيمٌ من المُنَافِقِينَ قَدْ مَاتَ". أخرجه مسلم (٣).

[إخبار النبي - صلى الله عليه وسلم - بأنه سيكون لهم أنماط فكانت]

١٧٦١ - عن جابر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "هَلْ لَكُم مِنْ أَنْمَاطٍ"؟ قلت: وأَنَّى يكونُ لنا الأَنْماطُ؟ قال: "أما وإنَّها ستكون لكم أنماط


(١) قال الحافظ في "الفتح": كذا وقع في الصحيح بغير تعيين، ووقع في" التاريخ الصغير" للبخاري عن موسى بن إسماعيل بهذا الإسناد فكانت سودة أسرعنا، وهكذا أخرجه البيهقي في "الدلائل" وابن حبان في صحيحه، وكذا في رواية عفان عن أحمد وابن سعد عنه، وقال الحافظ: قال ابن بطال: هذا الحديث سقط منه ذكر زينب لاتفاق أهل السير عن أن زينب أول من مات من أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - يعنى أن الصواب: وكانت زينب أسرعنا إلخ. . وقال الحافظ: المعروف عند أهل العلم أن زينب أول من مات من أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقال ابن الجوزي: هذا الحديث غلط من بعض الرواة، والعجب من البخاري كيف لم ينبه عليه ولا أصحاب التعاليق، ولا علم بفساد ذلك الخطابي فإنه فسره وقال: لحوق سودة به من أعلام النبوة وكل ذلك وهم، وإنما هي زينب، فإنها كانت أطولهن يدًا بالعطاء كما رواه مسلم من طريق عائشة عن طلحة عن عائشة بلفظ: فكانت أطولنا يدًا لأنها كانت تعمل وتتصدق. اهـ وانظر بقية كلام الحافظ في الفتح ٣/ ١٨٤ و ١٨٥.
(٢) ٣/ ١٧٢ و ١٨٤ في الزكاة: باب فضل صدقة الشحيح الصحيح.
(٣) رقم (٢٧٨٢) في المنافقين: في فاتحته.

<<  <  ج: ص:  >  >>