للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أخذ الجيد من المال إذا رضي به ربُّه

٨٢٧ - عن أبيِّ بن كعب رضي الله عنه قال: بعثني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - مصَّدِّقًا، فمررتُ برجلٍ، فلما جمع لي مالَه, لم أجِدْ فيه إلا ابْنَةَ مخاضٍ، فقلت له: أدِّ ابنَةَ مخاضٍ، فإنَّها صدقتُك، قال: ذلك ما لا لَبَنَ فيه ولا ظَهْرَ، ولكن هذه ناقةٌ فَتِيَّةٌ عظيمة سَمِينةٌ، فخذها، فقلتُ له: ما أنا بِآخِذٍ ما لم أُومَرْ به، وهذا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - منك قريبٌ، فإن أَحْبَبْتَ أن تأتيَه، فتَعْرِضَ عليه ما عَرَضْتَ عليَّ فافْعَلْ، فَإن قَبِلَهُ قَبِلتُهُ، وَإِن رَدَّهُ عَلَيكَ رَدَدتُهُ، قال: فإنِّي فَاعِلٌ، فَخَرَجَ مَعِي، وَخَرَجَ بالناقَة التِي عَرَض عَلَيَّ، حَتَّى قَدِمنَا عَلَى رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال له: يا نَبيَّ الله، أتاني رسولُكَ ليأخُذَ منِّي صَدَقَةَ مالي، وِأيْمُ الله، ما قَامَ فِي مَالِي رَسُولُ الله ولا رسولهُ قطُّ قبلهُ، فَجَمَعتُ لَهُ مَالِي، فزَعَمَ أنَّ [ما] عَلَيَّ فيه ابنةُ مخاضٍ، وذلك ما لا لَبَنَ فِيهِ ولا ظَهرَ، وَقَد عَرَضتُ عليهِ ناقَةً فتِيَّةً عَظِيمَةً لِيَأخُذهَا، فَأبَى عَليَّ، وهَا هِي ذِهْ، قَد جِئتُكَ بِهَا يَا رَسُولَ الله خُذهَا، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "ذلكَ الَّذى عَلَيكَ، فَإن تَطوَّعتَ بخيرٍ آجرَكَ الله فيه، وَقَبِلناهُ منكَ" قال: فها هي [ذه] يا رسول الله، قد جئتك بها، فخذها، قال: فأَمَر رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بقَبْضِها، وَدَعَا لهُ في مالِه بالبَرَكَةِ. أخرجه أبو داود (١).

[زكاة الذهب]

٨٢٨ - عن عائشة رضي الله عنها: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - كانَ يَأخُذُ من كلِّ عِشْرِينَ دِينَارًا فصاعدًا: نِصْفَ دِينارٍ، ومن الأَرْبَعين: دينارًا. أخرجه ابن ماجه (٢).


(١) رقم (١٥٨٣) في الزكاة: باب في زكاة السائمة، ورواه أيضًا أحمد في "المسند" وإسناده حسن.
(٢) رقم (١٧٩١) في الزكاة: باب زكاة الورق والذهب، وإسناده ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>