وهو من فروض الكفايات، والقضاء في الأصل: إحكام الشيء والفراغ منه، فيكون القضاء أيضًا الحكم، ومنه قوله تعالى:{وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ}[الإسراء: ٤] وسمي الحاكم قاضيًا لأنه يمضي الأحكام ويحكمها، وجاء قضى بمعنى أوجب، فيجوز أن يكون سمي قاضيًا لإيجابه الحكم على المحكوم عليه.
قوله:"فقد ذبح بغير سكين"، يريد القتل بغيرها كالخنق ونحوه، فإنه أصعب وأشد من الذبح بالسكين، وقيل: الذج يكون في العرف بالسكين، فعدل عنها ليدل على أن الخوف عليه هلاك دينه لاهلاك بدنه، وكلاهما يدل على التحذير من القضاء، وقيل: معناه: أن من جعل قاضيًا فينبغي أن تموت جميع شهواته الرديئة، وأخلاقه الذميمة فهو ذبح بغير سكين، وحينئذ فيكون القضاء محبوبًا مرغبًا فيه.
[تولية القضاء]
قوله:"ولا علم لي بالقضاء"، أي: لا علم لي بترافع الخصوم، لأنه لم يكن قد جرب أخلاقهم في حالة الترافع بعد، ولم يرد به نفي مطلق العلم بالقضاء، إذ لو كان كذلك لم يبعثه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لذلك.
وقوله:"سيهدي قلبك"، أي: يرشدك إلى علم ما أشكل عليك بالرأي الذي يحله قلبك، والسين فيه: لتنفيس زمان وقوعه، نحو: إني ذاهب إلى ربي سيهدين.