يُحَدِّث بهذا الحَدِيث، لأن المعروفَ عنِ المغيرة: أنَّ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - مَسحَ على الخُفَّين.
قال: وروي هذا عن أبِي موسى الأَشعَرِي عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أنَّه مَسَحَ على الجَورَبَين ولَيسَ بمتَّصِل.
٣١٨ - عن أوس بن أبي أوس قال: رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - أتَى كِظَامةَ قَومٍ يَعنِي الميضَأة، فتَوَضَّأ وَمَسَحَ على نَعلَيه وقَدَمَيه. أخرجه أبو داود. وفي
= وفي الباب عن ثوبان عند الإمام أحمد ٥/ ٢٧٧، وأبو داود رقم (١٤٦) قال: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سرية، فأصابهم البرد، فلما قدموا على النبي - صلى الله عليه وسلم -، شكوا إليه ما أصابهم من البرد، فأمرهم أن يمسحوا على العصائب والتساخين. وإسناده صحيح، وصححه الحاكم ١/ ١٦٩، ووافقه الذهبي، وما أعل به من الانقطاع مردود كما هو مبين في محله، وقال ابن الأثير في "النهاية": العصائب هي العمائم، لأن الرأس يعصب بها، والتساخين، كل ما يسخن به القدم من خف وجورب ونحوهما، ولا واحد لها من لفظها، وروى الدولابي في "الأسماء والكنى" ١/ ١٨١، بإسناد صحيح عن الأزرق بن قيس قال: رأيت أنس بن مالك أحدث، فغسل وجهه ويديه، ومسح على جوربين من صوف، فقلت: أتمسح عليهما؟ فقال: إنهما خفان، ولكنهما من صوف، وقال أبو داود في "سننه": ومسح على الجوربين علي بن أبي طالب، وأبو مسعود، والبراء بن عازب، وأنس بن مالك، وأبو أمامة، وسهل بن سعد، وعمرو بن حريث، وروي ذلك عن عمر بن الخطاب، وابن عباس، وزاد ابن سيد الناس في شرح الترمذي: عبد الله بن عمر، وسعد بن أبي وقاص، قال ابن القيم في "تهذيب السنن" ١/ ١٢٢: والمسح عليهما، يعني الجوربين: قول أكثر أهل العلم، منهم من سمينا من الصحابة، وأحمد، وإسحاق بن راهويه، وعبد الله بن المبارك، وسفيان الثوري، وعطاء بن أبي رباح، والحسن البصري، وسعيد بن المسيب، وأبو يوسف، ولا نعرف من الصحابة مخالفًا لمن سمينا. وقال أبو عيسى الترمذي: سمعت صالح بن محمد الترمذي قال: سمعت أبا مقاتل السمرقندي يقول: دخلت على أبي حنيفة في مرضه الذي مات فيه، فدعا بماء فتوضأ وعليه جوربان فمسح عليهما، ثم قال: فعلت اليوم شيئًا لم أكن أفعله، مسحت على الجوربين وهما غير منعلين.