للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الله اصطفى كِنَانَةَ منْ وَلَدِ إسْماعِيلَ، واصطَفَى قُرَيْشًا مِن كِنانَةَ، واصطفَى مِن قُريشٍ بَني هَاشِمٍ، واصطَفانِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ" أخرجه مسلم والترمذي (١).

٤ - عن المطلب بن أبي وَدَاعَةَ قَال: جاءَ العبّاسُ إلى رَسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكأنَّه سَمِعَ شيْئًا، فقامَ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - على المِنْبَر، فقال: "من أنا؟ قالوا: أنت رسولُ الله، قالَ أنا محمَّد بنُ عَبْدِ الله بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ: إنَّ الله خَلَقَ الخَلْقَ فجَعَلَنِي فِي خَيْرِهِم ثُمَّ جَعَلَهُم فِرقَتَيْنِ (٢) فجَعَلَنِي فِي خَيْرِهم فِرْقَةً، ثُمَّ جَعَلَهُم قَبَائِلَ فَجَعَلَنِي فِي خَيْرِهِم قَبِيْلَةً، ثم جَعَلَهُم بيُوتًا، فَجَعَلَنِي في خَيْرِهِم بَيْتًا وخَيْرِهِم نَفْسًا" أخرجه الترمذي (٣).

٥ - عن عبد الله بن عمر قال: كُنا جلُوسًا ذاتَ يومٍ بفِناءِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، إذ مرَّت امرأةٌ من بناتِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فقال أبو سفيان: ما مثل محمَّدٍ فِى بني هاشم إلا مثلُ الرَّيحانة في وَسَطِ النتن، فسمعتْ ذلك المرأةُ، فأبلغت رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - فخرج - قال الراوي: أحسبه قال - مغضبًا، فصَعِد المنبر فقال: "ما بال أقوامٍ تبلغني عن أقوامٍ، إن الله عز وجل خَلَقَ سماوات سبعًا فاختار العلياءَ، وأسْكَنَ سَمَاواتِهِ مَنْ شَاءَ مِن خَلْقِهِ، ثمَّ اختَارَ مِنْ خَلْقِهِ، فاخْتَارَ بَنِي آدَمٍ، واختار من بني آدم العرب، واختَارَ من العرَبِ مُضَر، واختار من مُضَرَ قُرَيشًا،


(١) رواه مسلم رقم (٢٢٧٦) في الفضائل: باب فضل نسب النبي - صلى الله عليه وسلم - وتسليم الحجر عليه قبل النبوة، والترمذي رقم (٣٦٠٩) و (٣٦١٢) في المناقب: باب ما جاء في فضل النبي - صلى الله عليه وسلم -.
(٢) في الأصل: فريقين، وما أثبتناه من نسخ الترمذي المطبوعة وجامع الأصول.
(٣) رقم (٣٦١١) في المناقب، وفي سنده يزيد بن أبي زياد الهاشمي القرشي وهو ضعيف كما قال الحافظ في "التقريب"، لكن يشهد له حديث واثلة المتقدم فيتقوى، فلذا قال الترمذي: حديث حسن صحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>