للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اللهِ - صلى الله عليه وسلم - في رَمَضَانَ؟ قالت: ما كان يزيدُ في رمَضَانَ ولا في غَيْرهِ عَلَى إحْدَى عَشْرَةَ ركعةً، يصلِّي أرْبَعًا، فلا تسأَلْ عن حُسْنِهِنَّ وطُولِهِنَّ، ثم يُصَلِّي أَرْبَعًا، فلا تَسْأَلْ عن حُسْنِهِنَّ وطُولِهِنَّ، ثم يصلِّي ثَلَاثًا، قالت عائشة: فقلت: يا رسول الله، أتنامُ قَبْلَ أن تُوتِرَ؟ فقال: "يا عائشةُ إنَّ عَيْنَيَّ تَنامَانِ ولا ينامُ قَلْبي". أخرجه البخاري ومسلم (١).

٦٧٤ - عن سَعد بنِ هشام: أنَّه أرادَ أن يَغْزُوَ فِي سَبِيلِ الله، فقَدِم المدِينَةَ، وأَرَادَ أن يَبيعَ عَقَارًا بها، فَيَجْعَلَهُ في السِّلاحِ والكُراعِ، ويجاهِدَ الرُّومَ حتَّى يموتَ، فلما قَدِمَ المدينةَ، لَقِيَ أُناسًا من أهلِ المدينةِ، فنَهَوْهُ عن ذلك، وأخبروه أنَّ رَهْطًا سِتَةً أرادُوا ذلِك في حياة نبيِّ الله - صلى الله عليه وسلم -، فنهاهُم نبيُّ الله - صلى الله عليه وسلم - وقال: أليسَ لكُم فيَّ أُسوةٌ؟ فلما حدَّثُوه بذلِكَ، راجَعَ امْرأَتَهُ - وكان قد طلَّقَها - وأَشْهَدَ على رَجْعَتِهَا، فأتى ابنَ عباسٍ، فسَأَلهُ عن وِتْر رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال ابنُ عباس: ألا أَدُلَّكَ على أعلمِ أهلِ الأرضِ بوتر رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: مَن؟ قال: عائشةُ، فَأْتِها فَسَلْها، ثُمَّ ائتِني فأخْبرْني برَدِّها عَلَيْكَ، قال: فانطَلقْتُ إليها، فأتيتُ على حَكيمِ بنِ أفلَحَ، فَاسْتَجْلَبْتُه إليها، فقال: ما أنا بِقارِبِها لأنِّي نهيتُها أن تقولَ في هاتَيْن الشِّيْعَتَيْنِ شيئًا، فَأبَت إِلَّا مُضِيًّا، قال: فأقسمتُ عليه، فجاء، فانطلقنا إلى عائشة، فاستأذَنَّا عليها، فأذِنَتْ لنا، فدخلنا عليها، فقالت: حكيمٌ؟ فَعَرَفَتْه، فقال: نعم، فقالت: مَن معك؟ قال: سَعْدُ بن هشام، قالت: مَن هشام؟ قال: ابن عامر، فترحَّمَتْ عليه وقالت خيرًا - قال قتادة: وكانَ أُصِيبَ يومَ أُحدٍ - فقلت: يا أمَّ المؤمنين، أنْبِئيني عن خُلُقِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، قالت: ألستَ تقرأُ القرآن؟ قلت: بلى، قالت: فإنَّ خُلُقَ نبيَّ الله - صلى الله عليه وسلم - كانَ القرآنَ، قال: فَهَمَمْتُ أن أقومَ ولا أسألَ أحدًا عن شيء حتى


(١) رواه البخارى ٣/ ١٦ في التهجد: باب كيف صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم -، ومسلم رقم (٧٣٦) و (٧٣٧) و (٧٣٨) في صلاة المسافرين: باب صلاة الليل وعدد ركعات النَّبي - صلى الله عليه وسلم -.

<<  <  ج: ص:  >  >>