للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الله ليلةَ القَدْر خيرًا من ألف شهر. أخرجه الموطأ (١).

٨١٦ - عن يوسف بن سَعْد قال: قامَ رجلٌ إلى الحسن بن علي رضي الله عنهما بعد ما بايَعَ مُعاوِيَةَ، فقال: سَوَّدْتَ وُجُوهَ المُؤمنين، - أو يا مُسَوِّدَ وجوهِ المؤمنين - فقال: لا تُؤَنِّبْني يرحَمُكَ الله، فإنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - أُري بني أمَيَّة على منبَرِهِ، فساءهُ ذلك، فنزلت {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ}، يَا مُحمَّد، يَعنِي نَهرًا فِي الجَنَّة، ونَزَلَت {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (١) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (٢) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} يَملكُها بعدَكَ بنو أميَّة يا محمَّد. قال القاسم بن الفضل: فَعَدَدنا فإذا هي ألفُ شهرٍ لا تزيدُ يومًا ولا تَنْقُصُ يومًا. أخرجه الترمذي (٢).


(١) ٦/ ٣٢١ في الاعتكاف: باب ما جاء في ليلة القدر - قال الزرقاني في "شرح الموطأ": قال ابن عبد البر: هذا أحد الأحاديث الأربعة التي لا توجد في غير الموطأ لا مسندًا ولا مرسلًا، وليس فيها حديث منكر، ولا ما يدفعه أصلًا، قال الزرقاني: قال السيوطي: ولهذا شواهد من حيث المعنى مرسلة، وذكر له شاهدين أحدهما عن علي بن عروة مرسلًا والثاني عن مجاهد مرسلًا أيضًا.
(٢) رقم (٣٣٤٧) في التفسير: باب ومن سورة (ليلة القدر) وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث القاسم بن الفضل، وقد قيل: عن القاسم بن الفضل عن يوسف بن مازن، والقاسم بن الفضل الحداني هو ثقة وثقه يحيى بن سعيد وعبد الرحمن بن مهدي، ويوسف بن سعد رجل مجهول، ولا يعرف هذا اللفظ إلا من هذا الوجه. قال الحافظ ابن كثير في تفسيره بعد أن أورد هذا الحديث: وقد روى هذا الحديث الحاكم في "مستدركه" من طريق القاسم بن الفضل عن يوسف بن مازن به، وقول الترمذي: إن يوسف هذا مجهول، فإنه قد روى عنه جماعة، منهم: حماد بن سلمة، وخالد الحذاء ويونس بن عبيد، وقال فيه يحيى بن معين: هو مشهور، وفي رواية: عن ابن معين: ثقة، ورواه ابن جرير من طريق القاسم بن الفضل عن عيسى بن مازن كذا قال، وهذا يقتضي اضطرابًا في هذا الحديث، والله أعلم، ثم هذا الحديث على كل تقدير منكر جدًا، قال شيخنا الإمام الحافظ الحجة أبو الحجاج المزي: هو حديث منكر، وانظر تمام كلام ابن كثير على هذا الحديث ٩/ ٢٥١.

<<  <  ج: ص:  >  >>