حاجَتَهما، ثم أخذ بِيَدِي حتى أتى دَارَهُ، فَأَلْقَتْ لَهُ الوَلِيْدَةُ وِسَادَةً، فجلس عليها وأنا بين يَدَيْهِ، فَحَمِدَ الله وأَثْنَى عليه، ثم قال لي: يا عَدِيُّ! ما يُفِرُّكَ من الإِسْلامِ! أن تقول لا إله إلَّا الله، فهلْ تَعْلَمُ مِنْ إلهٍ سوى الله! قلت: لا، ثم تَكَلَّمَ ساعَةً، ثم قال: [أَتَفِرُّ مِنْ أنْ يقال: اللهُ أكْبَرُ؟ فهل تَعْلَمُ شيئًا أَكْبَرَ من الله؟ قلت: لا، قال: اليهودُ مَغْضُوب عليهم والنَّصَارَى ضُلَّالٌ، قلت: فإِنِّي حَنِيفٌ مُسْلِمٌ، قال: فرأيت وَجْهَهُ يَتَبَسَّطُ فرحًا، ثم أَمَرَ بي، فأُنْزِلْتُ عِنْدَ رَجُلٍ من الأنْصَارِ، وجعلتُ أَغْشَاهُ. أخرجه الترمذي أطول من هذا والبخاري بزيادة ونقصان (١).
(١) رواه الترمذي رقم (٢٩٥٦) في التفسير: باب ومن سورة فاتحة الكتاب، وفي سنده عباد بن حبيش لم يوثقه غير ابن حبان وباقي رجاله ثقات، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، وقال ابن كثير في التفسير: وقد روي حديث عدي هذا من طرق وله ألفاظ كثيرة يطول ذكرها. ورواه البخاري ٦/ ٣٩٨ في الأنبياء: باب علامات النبوة في الإسلام، ولفظه عنده: أن عدي بن حاتم قال: بينا أنا عند النبي - صلى الله عليه وسلم -، إذ أتاه رجل فشكا إليه الفاقة، ثم أتاه آخر، فشكا إليه قطع السبيل، فقال: يا عدي! هل رأيت الحيرة؟ قلت: لم أرها وقد أنبئت عنها، قال: فإن طالت بك حياة لترين الظعينة ترتحل من الحيرة حتى تطوف بالكعبة لا تخاف أحدًا إلا الله، قلت فيما بيني وبين نفسي: فأين دعار طيء الذين قد سعروا البلاد، ولئن طالت بك حياة لتفتحن كنوز كسرى، قلت: كسرى بن هرمز؟ قال: كسرى بن هرمز، ولئن طالت بك حياة لترين الرجل يخرج ملء كفه من ذهب وفضة يطلب من يقبله منه فلا يجد أحدًا يقبله منه، وليلقين الله أحدكم يوم يلقاه وليس بينه وبينه ترجمان يترجم له، فيقولن: ألم أبعث إليك رسولًا يبلغك؟ فيقول: بلى، فيقول: ألم أعطك مالًا وأفضل عليك؟ فيقول: بلى، فينظر عن يمينه، فلا يرى إلا جهنم، وينظر عن يساره فلا يرى إلا جهنم، قال عدي: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: اتقوا النار ولو بشق تمرة، فمن لم يجد تمرة، فبكلمة طيبة، قال عدي: فرأيت الظعينة ترتحل من الحيرة حتى تطوف بالكعبة لا تخاف إلا الله، وكنت فيمن افتتح كنوز كسرى بن هرمز، ولئن طالت بكم حياة لترون ما قال النبي أبو القاسم - صلى الله عليه وسلم -: يخرج ملء كفه. . . .