سُبُلُه، وفي الجَنَّةِ رَحْمَتُهُ، وفي النَّارِ عِقَابُهُ، قال:"فمن أنا يا ضبُّ؟ " قال: رسولُ رَبِّ العالمين، وخاتَمُ النَّبيِّين، وقد أَفْلَحَ من صَدَّقَكَ، وخَابَ من كَذَّبَكَ قال: الأعرابي: لا أتْبَعُ أَثَرًا بَعْدَ عَيْن، واللهِ لقد جِئْتُكَ وما على ظَهْر الأرْضِ أَحَدٌ أبغض إِليَّ منك، وإِنَّكَ اليوم أَحبُّ إِليَّ من والديَّ، ومن عَيْنيَّ، ومني، وإني لَأُحِبُّكَ بداخِلي، وخارِجي، وسرِّي، وعَلَانِيَتي، أشهدُ أن لا إِلهَ إِلا الله، وأشهد أَنَّكَ رسولُ الله، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الحمدُ للهِ الَّذي هَدَاكَ بي، إِنَّ هذا الدِّينَ يَعْلو ولا يُعْلى عليه، ولا يُقْبَلُ إِلَّا بصَلاةٍ، ولا تُقْبَلُ الصَّلاةُ إِلَّا بقُرَآنٍ" قال: فَعَلِّمْني، فَعلَّمَهُ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} قال: زدني، فما سَمِعْتُ في البَسِيطِ ولا في الرَّجَزِ أحسن من هذا، قال:"يا أعرابيُّ إنَّ هذا كَلامُ اللهِ ليس بشْعرٍ إِنَّكَ إن قَرَأْتَ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} مَرَّة، كان لك كَأَجْرِ من قَرَأَ ثُلثَ القُرآنِ، وإِنْ قرأت مَرَّتَين، كان لَكَ كَأَجْرِ من قَرَأَ ثلُثَي القُرْآنِ، وإن قَرَأْت ثلاث [مرات]، كَانَ لَكَ كَأَجْرِ من قَرَأَ القُرآنَ كله" قال الأعرابيُّ: نعم الإلَه إلهًا يقبل اليَسِيرَ، ويُعطي الجَزيلَ، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أَلَكَ مالٌ؟ " قال: فقال: ما في بني سُلَيْمٍ قاطِبَةً رَجلٌ هو أَفْقَر مني، فقالَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه:"أَعْطوه" فَأَعْطوه حتى أَبْطَروهُ، فقام عبد الرحمن بن عوف، فقال: يا رسولَ الله: إن له عندي ناقة عُشَرَاءَ، دون البختي وفوق الأعرابي، تَلْحَق ولا تُلْحَق أُهْدِيَتْ إِليَّ يوم تبوك، أَتقرَّبُ بها إلى الله عَزَّ وجل، وأَدفَعُها إلى الأَعْرابيِّ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "قد وَصَفْتَ نَاقَتَكَ، فَأَصِفُ مالَكَ عِنْدَ الله عزَّ وجل يوم الْقِيَامَةِ؟ " قال: نعم، قال:"لَكَ ناقَةٌ من دُرَّةٍ جوفاء، قوائمُها من زبرجد أخضر، وعنقُها من زبرجد أصفر، عليها هَوْدَجٌ، وعلى الهَوْدَجِ السُّنْدُسُ والإسْتَبْرَقُ، وتَمرُّ بِكَ على الصِّراطِ كالبَرْقِ الخَاطِفِ، يَغبِطُكَ بها كلُّ من رآكَ يومَ القِيامة"، فقال عبد الرحمن: قد رضيتُ، فخرج الأعرابيُّ، فَلقيَهُ أَلْفُ أَعْرَابيٍّ من بَنِي سُلَيْم على ألفِ دَابَّةٍ، معهم أَلْفُ سَيْفٍ، وأَلْفُ رُمْح، فقال لهم: أين تريدون؟ قالوا له: نريدُ