للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سَمِعُوا جَلْجَلَةً في صَدْرِهِ، ثم تَكَلَّم، ثم قال أحمد في الكتاب الأول: صَدَقَ صدق أبو بكر الصديق، الضَّعِيفُ في نفسِه، القَويُّ في أمر الله، في الكتاب الأول، صدق صدق عُمر بن الخطاب، القَويُّ الأمينُ في الكتاب الأول، [ألا قد صدق] صدق صدق عثمان بن عفان على مَناهِجهم، مضت أربعٌ، وبَقِيَتْ ثِنْتان، أَتَتِ الفِتَنُ، وأَكَلَ الشَّدِيدُ الضَّعِيفَ، وقَامَتِ السَّاعَةُ، [وسيأتيكم من جيشكم خبر بئر أريس وما بئر أريس] قال يحيى - يعنى ابن سعيد -: قال سعيد - يعني ابن المسيب -: ثم هلك رجلٌ من بني خطمة فسُجِّيَ بثوبٍ، فسُمِعَ جَلْجَلَةٌ في صدْرِهِ، ثم تكلم فقال: إن أخا بَني الحارث بن الخزرج صدق صدق. أخرجه البيهقي عن أبي صالح بن أبي طاهر العنبري، عن جده يحيى بن منصور القاضي، عن أبي علي محمد بن عمرو بن كشمرد، عن القعنبي عن سليمان بن بلال، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب، وأخرجه عن أبي عبد الله الحافظ، عن أبي بكر بن إسحاق الفقيه، عن موسى بن الحسن، عن القعنبي وقال: هذا إسناد صحيح وله شواهد (١).

قال البخاري في "التاريخ" زيد بن خارجة الخزرجي الأنصاري: شهد بدرًا، توفي زمن عثمان، هو الذي تكلم بعد الموت. وقال ابن عبد البر: زيد بن خارجة بن زيد بن أبي زهير بن مالك بن الحارث بن الخزرج، روى عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - في الصلاة عليه - صلى الله عليه وسلم -، وهو الذي تكلم بعد الموت لا يختلفون في ذلك أنه غشي عليه قبل موته، وأسري بروحه، فسجى عليه بثوب، ثم راجعته نفسه، فتكلم بكلام حفظ في أبي بكر وعمر وعثمان ثم مات من حينه، روى حديثه هذا ثقات الشاميين عن النعمان بن بشير، ورواه ثقات الكوفيين عن يزيد بن النعمان بن بشير، ورواه يحيى بن سعيد الأنصاري عن سعيد بن المسيب: أن زيد بن


(١) رواه البيهقي في "دلائل النبوة": باب في شهادة الميت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

<<  <  ج: ص:  >  >>