روى قتادة عن أنس، قال النووي في "شرح صحيح مسلم": هو مدلس، فإن قال: عن أنس، ينبغي أن يتوقف فيه حتى يقول: قال أنس ويصرح بسماعه من أنس، ولهذا وقع خبط في روايته عن أنس ابتداء قراءة النبي - صلى الله عليه وسلم - بالحمد لله رب العالمين، وكذلك رواية القنوت قبل الركوع، وقد روى بعده أيضًا، فينبغي أن يتثبت فيما يكون من هذا القبيل.
وقوله:"شعر بين شعرين"، الروايات في صفة الشعر كثيرة، واختلافها بحسب حاله، فإن كان يقصره تارة، ويوفره أخرى، ويحلقه مرة، ويفرقه أخرى، ويسدله، فلذلك جاءت الروايات كما ترى.
قوله:"كان أهل الكتاب يسدلون"، أي: يسبلون شعرهم.
قوله:"صدعت الفرق بين يافوخه"، بالخاء المعجمة، اليافوخ: هو الموضع الذي يتحرك من رأس الطفل، يفعول، وجعه يآفيخ، الياء زائدة، وفرق الشعر: جعله فرقتين.
قوله: عن أم هانئ، هي شقيقة علي بن أبي طالب، اسمها هند، وقيل: فاختة، أسلمت عام الفتح، والغدائر: بالغين المعجمة والدال المهملة: واحدتها غديرة.
قوله:"فلا يريدون أن يقع شعرة إلا في يد رجل". أي: لم يدعوا شيئًا منه يقع إلى الأرض طلبًا لبركته وتعظيمًا له.
وقوله: عن محمد بن سيرين قال: قلت لعبيدة، هو أبو بكر محمد بن سيرين مولى أنس بن مالك، من سبي عين التمر، يقال: ولد لسنتين بقيتا من خلافة عثمان، كان فقيهًا زاهدًا من أعظم التابعين، المشهور بفنون العلم، وفاته سنة عشر ومائة وهو ابن سبع وسبعين سنة، وعبيدة بفتح العين المهملة، وكسر الباء الموحدة، وسكون المثناة تحت بعدها، هو: أبو مسلم، ويقال: أبو عمرو: