قوله:"انطلق عبد الله بن سهل. . الحديث" عبد الله هذا وعبد الرحمن أخوان، أبوهما سهل وسهيل، ومحيصة وحويصة ثلاثتهم إخوة، أبوهم مسعود بن كعب بن عامر بن عدي، نسبة إلى الخزرج. فعبد الله بن سهل أخو عبد الرحمن بن سهل وابن أخي محيصة وحويصة، فهما عماه، ومحيصة: بضم الميم وفتح الحاء المهملة وسكون الياء المثناة تحت وفتح الصاد المهملة المشددة، وحويصة: بضم الحاء المهملة أيضًا، وهو أكبر من محيصة، لكنه أسلم على يد محيصة، لأن محيصة كان قد أسلم قبله، وراوي الحديث سهل بن أبي حثمة بفتح الحاء المهملة وسكون الثاء المثلثة وفتح الميم، نسبة إلى الأوس، اختلف في كنيته واسم أبيه، فقيل كنيته أبو عبد الرحمن، واسم أبيه عبد الله، وقيل غير ذلك، مولده سنة ثلاث من الهجرة، وقيل: بل كان ممن بايع تحت الشجرة.
وقوله:"يتشحط في دمه" بالشين المعجمة والحاء والطاء المهملتين، أي: يتخبط فيه ويضطرب ويتمرغ.
وقوله:"فانطلق عبد الرحمن بن سهل" هو أخو القتيل، ومحيصة وحويصة عماه.
وقوله:"فذهب عبد الرحمن يتكلم" أي يحكي ما جرى لأخيه، ولم يكن كلامه هذا دعوى، وإنما كان حكاية واقعة، ولهذا قال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: "كبر كبر" أي: دع القول بقول عمك الذي هو أكبر منك سنًا ورتبة، ولو كان دعوى لم يمنع من دعواه، لأنه هو المستحق دون عميه محيصة وحويصة في أكثر الروايات. "الكبر" بضم الكاف، يقال: فلان كبر قومه: إذا كان أقعدهم في النسب، وذلك في أن ينتسب إلى جده الأكبر بآباء أقل عددًا من باقي عشيرته.
وقوله:"تحلفون وتستحقون" الخطاب للثلاثة، والمراد عبد الرحمن وحده، لأن الأيمان الخمسين عليه وحده دون عميه، لأنه هو الوارث لا عمَّاه،