للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

س: ما حكم قول (صدق الله العظيم) بعد الفراغ من قراءة القرآن؟

ج: قولُ (صدقَ اللهُ العظيمُ) بعدَ الانتهاءِ من قراءةِ القرآنِ بدعة؛ لأنَّه لم يفعلْهُ النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم-، ولا الخلفاءُ الرَّاشدون، ولا سائرُ الصَّحابة -رضي الله عنهم-، ولا أئمَّةُ السَّلفِ رحمهمُ الله، مع كثرةِ قراءتِهِم للقرآن، وعنايتهِم ومعرفتِهم بشأنِه، فكانَ قولُ ذلك والتزامُه عَقِبَ القراءةٍ بدعةً محدثةً، وقد ثبتَ عن النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم- أنَّه قال: «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ»، رواهُ البخاريُّ ومسلمٌ، وقال: «مَنْ عَمِلَ عَمَلا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ»، رواهُ مسلمٌ (١).

س: هل يصح أو يجوز للفرد أن يتكلم بما فتح الله عليه من تدبر الآيات كما يسميه بعض العلماء بـ (لطائف التفسير)، بالرغم من أن هذا ليس مستندًا لأثر موقوف على صحابي أو حديث مرفوع إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-؟

ج: يجوزُ لعالمِ بما يحيلُ المعاني ممَّن لديهِ معرفةٌ باللُّغةِ العربيَّةِ، وبقواعدِ الشَّريعةِ العامَّةِ أن يُفسِّرَ القرآنَ، مستعينًا في ذلك بتفسيرِ بعضِهِ لبعض، وبتفسيرِ السُّنَّةِ الصَّحيحةِ له، وسلفِ الأُمَّةِ المعتبرين.

أمَّا تفسيرُهُ بمجرَّدِ الرَّأي والهوى: فحرامٌ؛ لما رَوى ابنُ جريرٍ وغيرُه أنَّ رسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قال: «مَنْ قَالَ فِي القُرْآنِ بِرَأْيِهِ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ» (٢).

* * *


(١) «فتاوى اللجنة الدائمة» (٤/ ١٤٩).
(٢) «فتاوى اللجنة الدائمة» (٤/ ١٧٥).

<<  <   >  >>