وبين الناس الآن من نور القمر والشمس والنجوم. وهكذا نور الكهرباء والنار كله مخلوق وهو من خلقه سبحانه وتعالى.
أما النور الثاني: فهو غير مخلوق بل هو من صفاته سبحانه وتعالى. والله سبحانه وبحمده بجميع صفاته هو الخالق وما سواه مخلوق، فنور وجهه عز وجل، ونور ذاته سبحانه وتعالى، كلاهما غير مخلوق، بل هما صفة من صفاته جل وعلا.
وهذا النور العظيم وصف له سبحانه وليس مخلوقا بل هو صفة من صفاته كسمعه وبصره ويده وقدمه وغير ذلك من صفاته العظيمة سبحانه وتعالى. وهذا هو الحق الذي درج عليه أهل السنة والجماعة (١).
س: قال الله تعالى: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ}. وقال في آية أخرى:{كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ}. بينوا لي معنى هاتين الآيتين.
ج: قولُ اللهِ تعالى: {وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ}: يُخْبِرُ جلَّ شأنُهُ عن نفخةِ الفزَع، وهي النَّفخةُ التي تكونُ في آخرِ الدُّنيا، وهي نفخةُ الصَّعق، فينفُخُ إسرافيلُ -عليه السلام- في الصُّورِ الذي هو القرنُ بأمرِ اللهِ -عز وجل-، فإذا نفخَ فيه؛ فَزِعَ جميعُ مَن في السَّماواتِ والأرضِ؛ إلا مَن استثنى اللهُ سبحانه، وهذه النَّفخةُ هي نفخةُ الصَّعقِ؛ فيموتُ جميعُ النَّاس، ثم تُنفخُ النَّفخةُ الثانية لقيامِ النَّاس من القبورِ؛ كما في قولِه تعالى: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي