للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رَحِمٍ، إِلا أَعْطَاهُ اللهُ بِهَا إِحْدَى ثَلاثٍ: إِمَّا أَنْ تُعَجَّلَ لَهُ دَعْوَتُهُ، وَإِمَّا أَنْ يَدَّخِرَهَا لَهُ فِي الآخِرَةِ، وَإِمَّا أَنْ يَصْرِفَ عَنْهُ مِنَ السُّوءِ مِثْلَهَا»، قالوا: يا رسولَ الله: إذًا نُكثِر، قال: «اللهُ أَكْثَرُ»، وقد يكونُ المانعُ من الإجابةِ من ذاتِ الدَّاعي نفسِهِ من كونِهِ أتى في دعائِهِ بإثمٍ أو قطيعةِ رحمٍ أو اعتداءٍ في السُّؤالِ أو أكلِ حرامٍ، ونحوِ ذلك، فينبغي للدَّاعي أنْ يُخلِصَ للهِ في دعائهِ، ويبتعدَ عن الأسبابِ التي تحولُ بينَهُ وبين الإجابة، وأن يتحرَّى أوقاتَ الإجابة، كثُلُثِ اللَّيلِ الأخير، وبين الأذانِ والإقامة، ويومِ الجُمُعَة، فقد وردَ أنَّ فيها ساعةً لا يُوافِقُها عبدٌ يسألُ اللهَ شيئًا إلا أعطاهُ اللهُ إيَّاه، وفي حالةِ السُّجودِ في الصَّلاة؟ لحديث: «أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنْ رَبِّهِ، وَهُوَ سَاجِدٌ، فَأَكْثِرُوا الدُّعَاءَ»، ودعوة الأخ لأخيه بظهر الغيب، ودعوة الصائم والمسافر والوالد على ولده ونحو ذلك، وينبغي أن يُلِحَّ العبدُ على ربِّهِ في مسألتِه، ويكثرَ الدُّعاءَ لعلَّ اللهَ أنْ يستجيبَ لدعائِه، فالدُّعاءُ له فضلٌ كبيرٌ، ولو لم يكنْ فيه إلا الخضوعُ والذُّلُّ للهِ تعالى، وإظهارُ الافتقارِ إليه، والتبرؤُ من الحولِ والقُوَّة، والثناءُ على الله، وإضافةُ الجودِ والكرمِ إليه، لكان في ذلك خيرٌ ممَّا طلب، ولذلك قالَ الرَّسولُ -صلى الله عليه وسلم-: «الدُّعَاءُ هُوَ الْعِبَادَةُ»، أخرجَهُ الإمامُ التِّرمذيُّ، وقال: حسنٌ صحيحٌ، وأخرجَهُ أبو داودَ، والنَّسائيُّ، وابنُ ماجَه في سنَنِهم (١).

س: ما أنجع دعاء يدعو الإنسان به ربه لكي يتخلص من ضيق الصدر؟

ج: كشفُ الغُمَّةِ وتفريجُ الكُربَةِ وشرحُ الصُّدورِ بيدِ اللهِ وحدَه، فإذا


(١) «فتاوى اللجنة الدائمة» (٢٤/ ١٩٥).

<<  <   >  >>