للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والحلف بغير الله من الشرك الأصغر للحديث السابق، وقد يكون شركا أكبر إذا قام بقلب الحالف أن هذا المحلوف به يستحق التعظيم كما يستحقه الله، أو أنه يجوز أن يعبد مع الله ونحو ذلك من المقاصد الكفرية، نسأل الله أن يمن على المسلمين جميعا بالعافية من ذلك، وأن يمنحهم الفقه في دينه والسلامة من أسباب غضبه إنه سميع قريب (١).

س: كيف يكون المرء قوي الإيمان مطبقًا لأوامر الله خائفًا من عقابه؟

ج: يكونُ ذلكَ بتلاوةِ كتابِ اللهِ، ودراستِهِ، وتدَبُّرِ معانِيه وأحكامِه، وبدراسةِ سُنَّةِ النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، ومعرفةِ تفاصيلِ الشَّريعةِ منها، والعملِ بمُقتضى ذلك والتزامِه عقيدةً وفعلا وقولا، ومراقبةِ اللهِ، وإشعارِ القلبِ عظمتَه، وتذكُّرِ اليومِ الآخرِ، وما فيه من حسابٍ وثوابٍ وعقابٍ وشِدَّةٍ وأهوالٍ، وبمخالطةِ مَن يُعرفُ من الصَّالحين، ومجانبةِ أهلِ الشَّرِّ والفساد (٢).

س: أخاف من عذاب الله تبارك وتعالى ووعيده ولكن همتي في العمل ضعيفة جدا فعندما أقرأ في كتب علماء الأمة من السلف الصالح أجد أن النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه كانوا يعملون في كل أبواب الخير وكانوا يبكون وينزلون أنفسهم منزلة العصاة فماذا أفعل حتى أدخل الجنة وأنجو من النار وأحشر مع الصالحين؟

ج: الخوفُ من اللهِ ومِن وعيدِه وعذابِه ممَّا يُحمَدُ شرعًا وممَّا يزيدُ العبدَ في تقوى اللهِ؛ فيبعثُه على فعلِ أوامِرِه واجتنابِ ما نهى عنه -سبحانه وتعالى-،


(١) «مجموع فتاوى ابن باز» (٣/ ١٤٤).
(٢) «فتاوى اللجنة الدائمة» (١/ ٣٦٠).

<<  <   >  >>