أُوتوا من فصاحةٍ وقوةِ بيانٍ، وكالمرضِ أو الفقرِ الذي يتبرَّمُ به المرء، ويضيقُ منه صدرُه، فيسخطُ على قضاءِ اللهِ وقدَرِه، وكالغِنَى الذي يغترُّ به كثيرٌ من النَّاس، ويُحدِّثُهُم به الشَّيطانُ؛ فيصطفيهم ويصدُّهم عن الصِّراطِ السَّويِّ، ونحوِ ذلك ممَّا يفتنُ المسلمَ عن دينِه أو يَصُدُّ الكافرَ عن الهداية.
ثانيا: الشَّيءُ قد يكونُ في ظاهرِهِ فتنةً ومحنةً كالفقرِ والمرضِ، وتسلُّطِ الخصوم، وهو في الحقيقةِ وواقعِ الأمرِ منحةٌ ونعمةٌ، فقد يكون سببًا للتَّوبةِ إلى الله، والهدايةِ والتَّوفيق، وتحوُّلِ الإنسانِ إلى خيرٍ وسَعَةٍ بعدما كان ضيِّقَ الصَّدرِ متبرِّمًا بالحياةِ فتفضي به الشِّدَّةُ إلى سهولةٍ، والبلاءُ إلى راحةٍ وسعادةٍ، فيجبُ على المسلمِ الصَّبرُ، والرُّجوعُ إلى اللهِ في كشفِ الضُّرِّ، عسى أنْ يجعلَ له من أمرِهِ يُسرًا (١).
س: ما الفرق بين أسماء الله وصفاته؟
ج: أسماءُ اللهِ كلُّ ما دلَّ على ذاتِ اللهِ مع صفاتِ الكمالِ القائمةِ به، مثلُ القادر، العليم، الحكيم، السَّميع، البصير، فإنَّ هذه الأسماءَ دلَّتْ على ذاتِ الله، وعلى ما قامَ بها من العلمِ والحكمةِ والسَّمعِ والبصر.
أمَّا الصِّفاتُ فهي نعوتُ الكمالِ القائمةُ بالذَّاتِ كالعلمِ والحكمةِ والسَّمع والبصرِ؛ فالاسمُ دلَّ على أمرين، والصِّفةُ دلَّتْ على أمرٍ واحدٍ، ويُقالُ: الاسمُ متضمِّنٌ للصِّفة، والصِّفةُ مستلزمَةٌ للاسمِ، ويجبُ الإيمانُ بكلِّ ما ثبتَ منهما عن اللهِ تعالى، أو عن النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم- على الوجهِ اللائقِ باللهِ سبحانه مع الإيمانِ بأنَّه سبحانه لا يُشبِهُ خلقَهَ في شيءٍ من صفاتِه، كما أنَّه سبحانه لا يُشبهُهُم في ذاتِه، لقولِهِ تعالى {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١) اللَّهُ