للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

س: كثر في هذا العصر عدم الاهتمام بتحية أهل الجنة، وهي: السلام، فالكثير من الناس عندما تسلم عليه يرد عليك بكلمة: أهلا وسهلا.

ج ١: البدءُ بالسَّلامِ سُنَّة؛ لما فيهِ من تكريمِ المسلمين بعضهم بعضًا، وتذكيرِهم بخالقِهم (السَّلام) وتأليفِ القلوب، وإشاعةِ المحبَّة، والدُّعاءِ لهم بالسَّلامة، وقد ثبتَ في «صحيحِ مسلم»، عن أبي هريرةَ -رضي الله عنه-، قال: قالَ رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لا تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا، وَلا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا، أَفَلا أَدُلُّكُمْ عَلَى أَمْرٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ أَفْشُوا السَّلامَ بَيْنَكُمْ»، وردُّ تحيَّةِ السَّلامِ واجبٌ بالمثل، والزِّيادةُ عليها مندوبةٌ؛ لقولِهِ تعالى: {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا} الآية، ولما وردَ في سننِ النَّسائيِّ والتِّرمذيِّ، عن عمرانَ بنِ حُصين: «أن رجلا جاءَ إلى رسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- فقال: السَّلامُ عليكم يا رسول الله، فردَّ عليهِ السَّلامَ ثم جلس، فقال: «عَشْرٌ»، ثم جاءَ آخرُ فقال: السلامُ عليكمْ ورحمةُ اللهِ يا رسولَ اللهِ، فردَّ عليهِ ثم جلس، فقال: «عِشْرُونَ»، ثم جاءَ آخرُ فقال: السَّلامُ عليكمْ ورحمةُ اللهِ وبركاته، فردَّ عليهِ السَّلامَ ثم جلس، فقال: «ثَلاثُونَ»، وأمَّا ردُّ تحيَّةِ السَّلام بـ: (أهلا وسهلا) فقطْ فلا تكفي في الرَّدِّ (١).

س: ما هو ضابط التوسل بالله جل وعلا؟

ج: التوسل بالله وبأسمائه وصفاته مشروع للمسلم، وهو من أسباب إجابة الدعاء؛ لقول الله -عز وجل-: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا}، ولما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة من التوسل إلى الله بأسمائه وصفاته.


(١) «فتاوى اللجنة الدائمة» (٢٤/ ١١٧).

<<  <   >  >>