للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الْحَيَاةُ خَيْرًا لِي وَتَوَفَّنِي إِذَا كَانَتِ الْوَفَاةُ خَيرًا لِي»، وننْصَحُك بالتَّوبةِ والاستغفارِ، وكثرةِ الطَّاعات، والمحافظةِ على الفرائض، والقُرْبِ من أهلِ الخير، وكثرةِ مجالستِهم، والبعدِ عن الأشرارِ ومجالستِهم، عسى اللهُ أنْ يُعافيَك ويشرحَ صدرَك للحقِّ (١).

س: امرأة قلقة لكونها لم تحمل، وتلجأ أحيانا إلى البكاء والتفكير الكثير والزهد من هذه الحياة، فما هو الحكم وما هي النصيحة لها؟

ج: لا ينبغي لهذه المرأةِ أنْ تقلقَ وتبكي لكونِها لم تحمل؛ لأنَّ إيجادَ الاستعدادِ الكونيِّ في الرَّجلِ والمرأةِ لإنجابِ الأولادِ ذكورًا فقط أو إناثا فقط أو جمعًا بين الذُّكورِ والإناثِ، وكونَ الرَّجلِ والمرأةِ لا يُنْجِبان كلُّ ذلك بتقديرِ اللهِ جلَّ وعلا، قال تعالى: {لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ (٤٩) أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ}، فهو جلَّ وعلا عليمٌ بمَن يستحقُّ كلَّ قسمٍ من هذه الأقسام، قديرٌ على ما يشاءُ من تفاوتِ النَّاس في ذلك، وللسَّائلةِ أسوةٌ في يحيى بنِ زكريَّا وعيسى ابنِ مريمَ -عليهما الصَّلاة والسَّلام- فإنَّ كلا منهما لم يُولد له، فعليها أن ترضى، وتسألَ اللهَ حاجتَها؛ فلهُ الحكمةُ البالغةُ والقدرةُ القاهرةُ، ولا مانِعَ من عرض نفسِها على بعضِ الطَّبيباتِ المُختصَّاتِ، والطَّبيبِ المُخْتَصِّ عند عدمِ وجودِ الطَّبيبةِ المختصَّة، لعلَّه يُعالجُ ما يمنعُ الإنجابَ من بعضِ العوارضِ التي تُسبِّبُ عدمَ الحمل، وهكذا زوجُها ينبغي أن يَعْرِضَ نفسَه على الطَّبيبِ المختصِّ؛ لأنَّه قد يكونُ المانعُ فيه نفسُه (٢).


(١) «فتاوى اللجنة الدائمة» (٣/ ٥٢٣).
(٢) «فتاوى اللجنة الدائمة» (٣/ ٥٣٠).

<<  <   >  >>