سخط الله تعالى وغضبه ومقته ويرد عمله، فيخسر بذلك الدنيا والآخرة، وفي (الصحيحين) أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:«مَنْ سَمَّعَ سَمَّعَ اللهُ بِهِ، وَمَنْ يُرَائِي يُرَائِي اللهُ بِهِ» ومما يعين على الخلاص من هذا الداء: سؤال الله تعالى العافية، والتعوذ منه، والتذكر أنه من أعمال المنافقين المذكورة في قوله تعالى:{إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا... قَلِيلًا}، وقد خاطب النبي -صلى الله عليه وسلم- أصحابه قائلا:«أيها الناس، اتقوا الشرك، فإنه أخفى من دبيب النمل»، قالوا: وكيف نتقيه يا رسول الله؟ قال:«قولوا: اللهم إنا نعوذ بك أن نشرك بك شيئا نعلمه، ونستغفرك لما لا نعلمه». رواه أحمد، والطبراني، عن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- (١).
س: فضيلة الشيخ: ما حكم إصلاح الناس بغير حكم القرآن والحديث، إذا كان يسكِّن فتنة دم، أو يقطع المخاصمة؟
ج: إذا كانَ الإصلاحُ بين النَّاسِ يترتَّبُ عليه ارتكابُ مُحرَّمٍ أو التَّحاكمُ إلى القوانينَ الوضعيَّةِ المخالفةِ لكتابِ اللهِ وسنَّةِ رسوله؛ فإنَّ ذلك لا يجوزُ؛ لقولِ اللهِ تعالى:{وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ}، فيجبُ على مَن يُصلحُ بين النَّاسِ أن يُصلِحَ بينهم بالعدلِ، ويحمِلَهُمْ على اتِّباعِ الحقِّ، وتركِ الظُّلمِ، والعفوِ عن خصمِهِ بأسلوبٍ حسنٍ وكلامٍ طيِّب، وقد يكونُ الإصلاحُ بين النَّاسِ بدفعِ المالِ لأحدِ المُتخاصِمين أو كليهما، كدفعِ الزَّكاة للغارمينَ، أو دفعِ المالِ لهم أو لغيرِهم من غيرِ الزَّكاة، إذا رأى أنَّ المالَ أنفعُ وأجدى من الكلامِ، وله الأجرُ والثوابُ
(١) «فتاوى اللجنة الدائمة» (١/ ١١٧) المجموعة الثالثة.