للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

القرآنِ في قيامِك، وعظمةَ اللهِ وجلالَهُ في تسبيحِكَ حين رُكوعِكَ وسُجودِك، واضرعْ إلى اللهِ داعيًا إيَّاهُ أن يدفعَ عنكَ كيدَ الشَّيطانِ ويصرفَ عنك الهواجسَ والوساوسَ حين سُجودِك، فإنَّ أقربَ ما يكونُ العبدُ من ربِّهِ وهو ساجدٌ، كما ثبتَ ذلك في الحديثِ الصَّحيح (١).

س: هل صلاة الوتر واجبة وهل الذي يصليها يوما ويتركها اليوم الآخر يؤاخذ؟

ج: صلاةُ الوترِ سُنَّةٌ مُؤكَّدةٌ، ينبغي أن يُحافِظَ المؤمنُ عليها، ومَن يُصلِّيها يومًا ويترُكُها يومًا لا يُؤاخذ، لكن يُنصحُ بالمحافظةِ على صلاةِ الوترِ، ثم يُشرعُ لهُ أن يُصلِّيَ بدلَها من النَّهارِ ما فاتَهُ شفعًا؛ لأنَّ النَّبيَّ -صلى الله عليه وسلم- كانَ يفعلُ ذلك، كما ثبتَ عن عائشةَ رضي الله عنها قالتْ: «كان النَّبيُّ صلى -صلى الله عليه وسلم- إذا شغلَهُ نومٌ أو مرضٌ عن صلاةِ اللَّيلِ صلَّى من النَّهارِ ثنتي عشرةَ ركعة»، خرَّجَهُ مسلمٌ في «صحيحِه»، وكانَ -صلى الله عليه وسلم- يُصلِّي من اللَّيلِ غالبًا إحدى عشرةَ ركعة، يُسلِّمُ من كلِّ اثنتيْنِ ويُوترُ بواحدة، فإذا شُغِلَ عن ذلك بنومٍ أو مرضٍ صلَّى من النَّهارِ اثنتي عشرةَ ركعة، كما ذكرتْ ذلك رضي الله عنها، وعلى هذا إذا كانتْ عادةُ المؤمنِ في اللَّيلِ خمسَ ركعاتٍ، فنامَ عنها، أو شُغِلَ عنها بشيءٍ شُرِعَ له أن يُصلِّيَ من النَّهارِ ستَّ ركعاتٍ، يُسلِّمُ من كلِّ ثنتيْن، وهكذا إذا كانتْ عادتُهُ ثلاثًا صلَّى أربعًا بتسليمتيْن، وإذا كانتْ عادتُهُ سبعًا صلَّى ثمانًا، يُسلِّم من كلِّ اثنتيْن (٢).

* * *


(١) «فتاوى اللجنة الدائمة» (٧/ ١٦٤).
(٢) «فتاوى اللجنة الدائمة» (٧/ ١٧٢).

<<  <   >  >>