للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

س: ما الحكم في الذين يكتبون آيات الله البينات ويأمرون المريض بتعليقها في رأسه أو في أي جهة من جسده ويقولون له: هذا سبب الشفاء، ويأخذون منه شيئا، ومنهم من لا يأخذ شيئًا؟

ج: الصَّحيحُ أنَّ كتابةَ آياتٍ من القرآنِ أو غيرِها من الأدعيةِ المأثورةِ، وتعليقَها على المريضِ رجاءَ الشِّفاءِ ممنوعٌ؛ لثلاثةِ أمورٍ:

الأوَّل: عمومُ أحاديثِ النَّهي عن تعليقِ التَّمائمِ، ولا مُخَصِّصَ لها.

الثاني: سدُّ الذَّريعة؛ فإنَّ تعليقَ ما يُكتبُ من آياتِ القرآنِ يُفضي إلى تعليقِ ما ليسَ كذلك.

الثالثُ: أنَّ ما عُلِّقَ من ذلك يكونُ عُرْضَةً للامتهانِ بحملِه في محالِّ قضاءِ الحاجةِ والاستنجاءِ، ونحوِ ذلك، وإذا كان ذلك ممنوعًا فأخذُ الأُجرةِ على كتابتِه ليُعَلَّقَ على المريضِ لرجاءِ الشِّفاءِ ممنوعٌ أيضًا (١).

س: ما هو حكم الرقى والتمائم؟ ...

ج: الرُّقيةُ مشروعةٌ إذا كانتْ بالقرآنِ، أو بأسماءِ اللهِ الحُسنى، وبالأدعيةِ المشروعةِ، وما في معناها، مع اعتقادِ أنَّها أسبابٌ، وأنَّ مالكَ الضَّررِ والنَّفعِ والشِّفاءِ هو اللهُ سبحانه؛ لقولِ النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم-: «لا بَأْسَ بِالرُّقَى مَا لَمْ تَكُنْ شِرْكًا»، وقد رقَى ورُقيَ عليهِ عليه الصَّلاة والسَّلام. أمَّا الرُّقى المنهيُّ عنها فهي الرُّقى المخالِفَةُ لِما ذكرنا؛ كما صرَّحَ بذلك أهلُ العلم.


(١) «فتاوى اللجنة الدائمة» (١/ ٣١١).

<<  <   >  >>