للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

س: هل لا يعلم ما في نفسي إلا الله؟

ج: لا يعلمُ ما في النُّفوسِ، وما تُكِّنُهُ الصُّدُورُ من الخواطرِ والهواجسِ والأسرارِ إلا اللهُ -عز وجل-، قال سبحانه: {وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ... وَأَخْفَى}، وقال جل وعلا: {أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ}، وقالَ -عز وجل-: {وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ}، وقال: {يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ}، وقال: {وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ}، فمَن ادَّعى أنَّه يعلمُ ما في نفوسِ النَّاسِ وما تُخفيهِ صدورُهُم؛ فقد نازعَ اللهَ جلَّ وعلا في ربوبيَّتهِ، وذلك كفرٌ باللهِ العظيم، فيجبُ الحذرُ منه (١).

س: ما معنى قول المؤلف في «حاشية الأصول الثلاثة»: (يجب معرفة الإسلام بالأدلة). يقول المؤلف في نفس الحاشية: أرسل الله إلينا رسولا، فمن أطاعه دخل الجنة، ومن عصاه دخل النار. هل المقصود طاعة الرسول أم توحيد الربوبية؟

ج: معنى قولِ المؤلِّف: (يجبُ معرِفَةُ الإسلامِ بالأدلَّة): هو أنَّ الواجبَ على المُكَلَّفِ أن يتعلَّم الإسلامَ بأركانِه من مصادرِهِ الأصليَّة، وهي: الكتابُ الكريمِ، والسُّنَّةُ الشَّريفة، فيتعلَّمُ التَّوحيدَ، وما ينقصه، وما يُضادُه، ويتعلَّمُ الصَّلاة وشروطَها وأركانَها وواجباتِها وسُنَنَها من القرآنِ الكريمِ، ومن أقوالِ المصطفى -صلى الله عليه وسلم- وأفعالِه وتقريراتِه، وهكذا بقيَّةُ أركانِ الإسلامِ وشرائِعِه.

والمقصودُ بقولِه: (أرسلَ اللهُ إلينا رسولا فمَن أطاعَهُ؛ دخلَ الجنَّةَ، ومن عصاهُ؛ دخلَ النَّار): أنَّ اللهَ جلَّ وعلا بعثَ محمدًا -صلى الله عليه وسلم- بالتَّوحيدِ،


(١) «فتاوى اللجنة الدائمة» (٢٨/ ٩).

<<  <   >  >>