للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

س: ما هي أنواعُ التَّوحيدِ مع تعريفِ كلٍّ منها؟

ج: أنواعُ التَّوحيدِ ثلاثةٌ: توحيدُ الرُّبُوبِيَّة، وتوحيدُ الإلَهِيَّة، وتوحيدُ الأسماءِ والصِّفات، فتوحيدُ الرُّبوبيَّة: هو إفرادُ اللهِ تعالى بالخلقِ والرَّزقِ والإحياءِ والإماتَةِ وسائرِ أنواعِ التَّصريفِ والتَّدبيرِ لملكوتِ السماواتِ والأرض، وإفرادُه تعالى بالحُكمِ والتَّشريعِ بإرسالِ الرُّسلِ وإنزالِ الكُتُب، قال الله تعالى: {أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ}، وتوحيدُ الإلهيَّة: هو إفرادُ اللهِ تعالى بالعبادةِ؛ فلا يُعبدُ غيرُه، ولا يُدعى سواه، ولا يُستغاثُ ولا يُستعان إلا به، ولا يُنذَرُ ولا يُذبحُ ولا يُنحرُ إلا له، قال الله تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (١٦٢) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ}، وقال: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ}، وتوحيدُ الأسماءِ والصِّفات: هو وصفُ اللهِ تعالى وتسميتُه بما وصفَ وسمَّى به نفسَه، وبما وصفَه وسمَّاهُ به رسولُه -صلى الله عليه وسلم- في الأحاديثِ الصَّحيحة، وإثباتِ ذلك له من غيرِ تشبيهٍ ولا تمثيلٍ ومن غيرِ تأويلٍ ولا تعطيلٍ {لَيْسَ كَمِثْلِهِ... شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} (١).

س: وجدت في بعض الكتب عبارة (وأنتم أيها المسلمون خلفاء الله في أرضه) فما حكم ذلك؟

ج: هذا التَّعبيرُ غيرُ صحيحٍ من جهةِ معناه؛ لأنَّ اللهَ تعالى هو الخالقُ لكلِّ شيء، المالكُ له، ولمْ يغبْ عن خلقِهِ ومُلكِه، حتى يَتَّخِذَ خليفةً عنه في أرضِه، وإنَّما يجعلُ اللهُ بعضَ النَّاسِ خلفاءَ لبعضٍ في الأرض، فكلَّما هلَكَ فردٌ أو جماعةٌ أو أُمَّةٌ جعلَ غيرَها خليفةً منها، يَخلُفُها في عمارةِ


(١) «فتاوى اللجنة الدائمة» (١/ ٥٥).

<<  <   >  >>