للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في الآخرة وتمسك بدينه؛ عرف حقارة الدنيا ومنزلتها عند الله وأنها لا تزن عنده سبحانه جناح بعوضة، كما جاء ذلك في الحديث الشريف الذي رواه الترمذي وابن ماجه، وإنما تعظم قيمتها في حق من عمرها بطاعة الله واتخَذها مَطيَّة للآخرة (١).

س: إذا كان الإنسان حريصًا على صيام رمضان والصَّلاة في رمضان فقط ولكن يتخلى عن الصَّلاة بمجرد انتهاء رمضان فهل له صيام؟

ج: الصَّلاة ركن من أركان الإسلام، وهي أهم الأركان بعد الشهادتين وهي من فروض الأعيان، ومن تركها جاحدًا لوجوبها أو تركها تهاونًا وكسلا فقد كفر، أما الذين يصومون رمضان ويصلون في رمضان فقط فهذا مخادعة لله، فبئس القوم الذين لا يعرفون الله إلا في رمضان، فلا يصح لهم صيام مع تركهم الصَّلاة في غير رمضان، بل هم كفار بذلك كفرًا أكبر، وإن لم يجحدوا وجوب الصَّلاة في أصح قولي العلماء؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم-: «العَهْدُ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمُ الصَّلاةُ، فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ» وقوله -صلى الله عليه وسلم-: «رَأْسُ الأَمْرِ الإِسْلامُ، وَعَمُودُهُ الصَّلاةُ، وَذُرْوَةُ سَنَامِهِ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ» وقوله -صلى الله عليه وسلم-: «بيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ الْكُفْرِ وَالشِّرْكِ تَرْكُ الصَّلَاةِ» رواه الإمام مسلم في «صحيحه» عن جابر بن عبد الله الأنصاري -رضي الله عنه-، والأحاديث في هذا المعنى كثيرة (٢).

* * *


(١) «فتاوى اللجنة الدائمة» (١٠/ ٨٦).
(٢) «فتاوى اللجنة الدائمة» (١٠/ ١٤٠).

<<  <   >  >>