س: كيف يمكننا التوفيق بين الحديث النبوي الشريف -على كل حال لا أدري مدى صحته - «الاختلاف رحمة...»، والآية الكريمة:{وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ}؟ جزاكم الله خيرًا.
ج: الحديثُ غيرُ صحيحٍ، والاختلافُ ابتلاءٌ وامتحانٌ من اللهِ لعبادِه، وليس رحمةً على الإطلاق، كما قالَ اللهُ -سبحانه وتعالى-: {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا}، وقالَ تعالى:{إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا}، فمَن اجتهدَ في طلبِ الحقِّ في مسائلِ الخلافِ، وكان أهلا للاجتهادِ بِعلمِهِ وبصيرتِهِ، فأصابَ؛ فلهُ أجران، وإنْ أخطأَ؛ فله أجرٌ، أمَّا مَن تكلَّمَ في مسائلِ الخلافِ بغيرِ علمٍ وتابعَ الهوى فيها؛ فهو آثمٌ، وليس بمأجورٍ، وبهذا تجتمعُ الأدلَّةُ من الكتابِ والسُّنَّةِ وأقوالِ أهلِ العلم، وقد قالَ اللهُ تعالى: {وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (١١٨) إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ}، وقالَ -صلى الله عليه وسلم-: «إِذَا حَكَمَ الْحَاكِمُ فَاجْتَهَدَ فَأَصَابَ فَلَهُ أَجْرَانِ، وَإِذَا حَكَمَ وَاجْتَهَدَ وَأَخْطَأَ فَلَهُ أَجْرٌ»، مُتَّفقٌ على صِحَّتِه (١). ...
س: ما حكم إذا ذكر موضوع أو جرى حديث، ثم رد عن ذلك ببعض الآيات التي تحمل المعنى المتكلم به. كأن تحدث مشكلة مع إحدى المعلمات فتسأل الطالبة عما حدث، فترد بقول الله تعالى:{مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا... بِإِذْنِ اللَّهِ}. هل في التلفظ بذلك إثم؟
ج: أجازَ جمهورُ الفقهاءِ في الجملةِ الاقتباسَ من القرآنِ وتضمينَهُ