للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

س: في بلادنا عادة منتشرة من الكبائر، وهي: شتم الذات الإلهية، فما حكم الإسلام بهذا؟ وهل تطلق زوجة من يفعلها وهو غير مقر بها؟ أفتونا مأجورين؟

ج: سبُّ الذَّاتِ الإلهيَّةِ من أكبرِ الكبائرِ، بل رِدَّةٌ عن الإسلام، ويجبُ على مَن وقعَ منه ذلك المبادرةُ بالتَّوبةِ، والاستغفارِ، والإكثارِ من الحسناتِ، فإذا تابَ توبةً نصوحًا؛ تابَ اللهُ عليه، وصارت زوجتُه في عصمَتِه بذلك (١).

س: يقال: إن الردة قد تكون فعلية أو قولية، فالرجاء أن تبينوا لي باختصار واضح أنواع الردة الفعلية والقولية والاعتقادية؟

ج: الرِّدَّةُ: هي الكفرُ بعدَ الإسلام، وتكونُ بالقولِ، والفعلِ، والاعتقادِ، والشَّكِّ، فمَن أشركَ باللهِ، أو جحدَ ربوبيَّته أو وحدانيَّته أو صفةً من صفاتِه أو بعضَ كُتُبِه أو رُسُلِه، أو سبَّ اللهَ أو رسولَه، أو جحدَ شيئًا من المحرَّماتِ الُمجمعِ على تحريمِها أو استحلَّه، أو جحدَ وجوبَ رُكنٍ من أركانِ الإسلامِ الخمسةِ، أو شكَّ في وجوبِ ذلك، أو في صِدْقِ محمَّدٍ -صلى الله عليه وسلم- أو غيرِه من الأنبياء، أو شكَّ في البعثِ، أو سجدَ لصنمٍ أو كوكبٍ ونحوِه؛ فقد كفرَ، وارتدَّ عن دينِ الإسلام. وعليكَ بقراءةِ أبوابِ حكمِ الرِّدَّةِ من كُتُبِ الفقهِ الإسلاميِّ؛ فقد اعتنَوا به، رحمهم الله. وبهذا تعلمُ من الأمثلةِ السَّابقةِ الرِّدَّةَ القوليَّةَ والعمليَّةَ والاعتقاديّةَ، وصورةَ الرِّدَّةِ في الشَّكِّ (٢).

س: بعض الناس يقول الكلام قد يؤدي إلى الكفر أو الفسق، ويقول: إنني أمزح، فهل مزاحه به صحيح في رفع الحرج أم لا؟

ج: يحرمُ المزحُ تحريمًا شديدًا بما فيه كفرٌ أو فسقٌ، قال اللهُ تعالى: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (٦٥) لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ}، وتجبُ التَّوبةُ من ذلك العملِ، والاستغفارُ، عسى اللهُ أن يتوبَ على فاعِلِه (٣).

س: الكفار الذين يعملون معنا في الشركات من السيخ والهندوس والنصارى ماذا لهم وماذا علينا نحوهم؟ وكيف يمكننا معاملتهم دون الوقوع في الموالاة؟

ج: تدعُونَهم إلى الإسلامِ، وتأمرُونَهم بالمعروفِ، وتنهونَهم عن


(١) «فتاوى اللجنة الدائمة» (٢/ ٧).
(٢) «فتاوى اللجنة الدائمة» (٢/ ٨).
(٣) «فتاوى اللجنة الدائمة» (٢/ ٥٠).

<<  <   >  >>