للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حضورُ صلاةِ الجُمُعَةِ عمَّنْ صلَّى صلاةَ العيدِ إلا الإمام، فإنَّ عليهِ أنْ يحضرَ إلى المسجدِ ويُصلِّيَ الجُمُعَةَ بمَن حضر، وعلى مَن لم يحضرْ صلاةَ الجُمُعَةِ ممَّنْ حضرَ صلاةَ العيدِ أنْ يُصلِّيَ ظهرًا بعدَ دخولِ وقتها، وحضورُه الجُمُعَةِ، وصلاتُهُ مع النَّاسِ أفضل (١).

س: ما حكم المرض الذي يصيب ابن آدم؛ هل هو عقاب من الله، أم امتحان لعبده؟ وهل ورد في هذا الموضوع أحاديث؟

ج: اللهُ سبحانَهُ حكيمٌ عليمٌ بما يُصْلِحُ شأنَ عبادِه، عليمٌ بهم، لا يخفى عليه شيءٌ، فيبتلي عبادَهُ المؤمنين بما يُصيبُهم من مختلفِ أنواعِ المصائبِ في أنفسِهِم، وأولادِهِم، وأحبابِهم، وأموالِهِم؛ ليعلمَ اللهُ سبحانَه -علمًا ظاهرًا - المؤمنَ الصَّابرَ المُحتَسِبَ من غيرِه، فيكونُ ذلك سببًا لنيلِهِ الثوابَ العظيمَ من اللهِ جلَّ شأنُه، وليعلمَ غيرَ الصَّابرِ من الجَزِعين الذين لا يُؤمنونَ بقضاءِ اللهِ وقدرِه، أوْ لَا يصبرونَ على المصائب، فيكونُ ذلك سببًا في زيادةِ غضبِ اللهِ عليهم، قالَ تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ}، وقالَ تعالى: {وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ}، وقال تعالى: {وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ}، وقالَ تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ}، والعلمُ الظَّاهرُ: الموجودُ بين النَّاسِ، وإلا فهو سبحانَهُ يعلمُ في الأزلِ الصَّابِرَ وغيرَه. كما أنَّ المصائبَ -من الأمراضِ والعاهاتِ والأحزانِ- سببٌ في حطِّ خطايا وتكفيرِ ذنوبِ المؤمن، فقد ثبتَ في أحاديثَ كثيرةٍ أنَّها تحطُّ الخطايا، فعنْ


(١) «فتاوى اللجنة الدائمة» (٨/ ٣٣١).

<<  <   >  >>