كما يقولُ المصلِّي:(ربِّ اغفرْ لي، وارحمنِي، واهدِني، وعافِني، واجبُرنِي، وارزُقنِي) وكما علَّمَ النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم- أبا بكرٍ الصِّديقَ -رضي الله عنه- أنْ يقولَ في صلاتِه:«اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا وَلا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلا أَنْتَ فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ وَارْحَمْنِي إِنَّكَ أَنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ»، وأوصى النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم- معاذًا -رضي الله عنه- أن يقولَ في دُبُرِ كلِّ صلاة:«اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ، وَشُكْرِكَ، وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ»، وكان النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم- يقول في سجودِه:«اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِى ذَنْبِى كُلَّهُ دِقَّهُ وَجِلَّهُ وَأَوَّلَهُ وَآخِرَهُ وَعَلَانِيَتَهُ وَسِرَّهُ»، أمَّا إن كانَ الإمامُ يدعو لنفسِهِ، ولغيرِهِ جهرةً حالَ القُنوتِ والدُّعاءِ في خُطَبِ الجُمُعَةِ وغيرِها، فلا يخصُّ نفسَهُ بالدُّعاءِ دونَهم، بل يأتي بصيغةِ الجمع؛ لما أخرجَ الإمامُ التِّرمذيُّ، عن ثوبانَ -رضي الله عنه-، عن النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم- قال:«لا يَحِلُّ لامْرِئٍ أَنْ يَنْظُرَ فِي جَوْفِ بَيْتِ امْرِئٍ حَتَّى يَسْتَأْذِنَ، فَإِنْ نَظَرَ فَقَدْ دَخَلَ، وَلا يَؤُمَّ قَوْمًا فَيَخُصَّ نَفْسَهُ بِدَعْوَةٍ دُونَهُمْ، فَإِنْ فَعَلَ فَقَدْ خَانَهُمْ، وَلا يَقُومُ إِلَى الصَّلاةِ وَهُوَ حَقِنٌ»(١).
س: افتتاح الصَّلاة هل يقال في كل صلاة أم في صلاة الفريضة؟
ج: دعاءُ الاستفتاحِ يُقالُ في كلِّ صلاةٍ -فريضة، أو نافلة-، ويُقالُ في الرَّكعةِ الأولى قبلَ قراءةِ الفاتحةِ، ففي «الصَّحيحيْن» من حديثِ أبي هريرةَ -رضي الله عنه- قال: كان رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- إذا كبَّر في الصَّلاةِ سكتَ هُنيَّةً قبلَ أنْ يقرأَ، فسألتُهُ، فقال: «أَقُولُ: اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ، كَمَا