س: عرفني كيفية الدعاء للميت، وماذا أصنع عليه أو عليها لكي ينال الثواب من الله تعالى، وهل يجوز شراء المأكولات واجتماع الناس لسبب هذا الدعاء؟
ج: المشروعُ في الصَّلاةِ على الجنازةِ أنْ يُكبِّرَ أربعَ تكبيراتٍ؛ يقرأُ الفاتحةَ بعد التَّكبيرةِ الأُولى، ويُصلِّي على النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم- بعد الثانية، ويدعو له بأحسنِ ما يحضرُهُ من الدُّعاءِ بعد التَّكبيرةِ الثالثة، ومنه: الحديثُ الذي أخرجَهُ أبو داودَ، والتِّرمذيُّ، والنَّسائيُّ في «السُّننِ»، عن أبي هريرةَ -رضي الله عنه- قال: صلَّى رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- على جنازةٍ، فقال:«اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِحَيِّنَا، وَمَيِّتِنَا، وَصَغِيرِنَا، وَكَبِيرِنَا، وَذَكَرِنَا وَأُنْثَانَا، وَشَاهِدِنَا وَغَائِبِنَا، اللَّهُمَّ مَنْ أَحْيَيْتَهُ مِنَّا فَأَحْيِهِ عَلَى الإِيمَانِ، وَمَنْ تَوَفَّيْتَهُ مِنَّا فَتَوَفَّهُ عَلَى الإِسْلامِ، اللَّهُمَّ لا تَحْرِمْنَا أَجْرَهُ، وَلا تُضِلَّنَا بَعْدَهُ»، وبعدَ التَّكبيرةِ الرَّابعةِ يُسلِّمُ واحدةً على اليمين. وقد ثبتَ عن النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم-: أنَّه قال: «مَا مِنْ مَيِّتٍ تُصَلِّي عَلَيْهِ أُمَّةٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَبْلُغُونَ مِائَةً، كُلُّهُمْ يَشْفَعُونَ لَهُ، إِلا شُفِّعُوا فِيهِ»، وفي «صحيحِ مسلمٍ»، عن ابنِ عبَّاسٍ، عن النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم- أنَّه قال:«مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَقُومُ عَلَى جِنَازَتِهِ أَرْبَعُونَ لا يُشْرِكُونَ بِاللَّهِ شَيْئًا إِلا شُفِّعُوا فِيهِ»، ويُشرعُ الدُّعاءُ للأمواتِ في كلِّ وقتٍ في الصَّلاةِ وغيرِها، وينفعُهم ذلك، وأمَّا اجتماعُ النَّاسِ للدُّعاءِ للميِّتِ في غيرِ الصَّلاةِ: فلا يجوز. وأمَّا صُنعُ الطَّعامِ من أهلِ الميِّتِ للنَّاسِ: فليس من السُّنَّة، بل هو مُنكر؛ لما ثبتَ عن جريرِ بنِ عبدِ اللهِ أنَّه قال:«كنا نعد الاجتماع إلى أهل الميت وصنعة الطعام بعد الدفن من النياحة»(١).