للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

التَّشَهُّدِ الأوَّلِ -على الصَّحيحِ-؛ فعن ابنِ عمرَ رضي الله عنهما: أنَّ النَّبيَّ -صلى الله عليه وسلم- كان يرفعُ يديْهِ حذوَ مَنكِبَيْهِ إذا افتتحَ الصَّلاةَ، وإذا كبَّرَ للرُّكوعِ، وإذا رفعَ رأسَهُ من الرُّكوع. مُتَّفقٌ عليه، وعن عليِّ بنِ أبي طالبٍ -رضي الله عنه-، عن رسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: أنَّه كانَ إذا قامَ إلى الصَّلاةِ المكتوبةِ كبَّرَ ورفعَ يديْهِ حذوَ منكبيْهِ، ويصنعُ مثلَ ذلك إذا قضى قراءَتَه وأرادَ أن يركعَ، ويصنعُهُ إذا رفعَ رأسَهُ من الرُّكوعِ، ولا يرفعُ يديْهِ في شيءٍ من صلاتِهِ وهو قاعد، وإذا قامَ من التَّشَهُّدِ الأَوَّلِ إلى الثالثةِ رفعَ يديْهِ كذلك وكبَّر؛ رواهُ أحمدُ، وأبو داودَ، والتِّرمذيُّ وصحَّحَهُ (١).

س: أنا رجل أحمل المصحف أثناء القيام مع الإمام، علمًا أني أستفيد ذلك من المتابعة وذهني لا يذهب، ولكن تزيد الحركة عندي من وضع المصحف وفتح المصحف هل علي شيء في ذلك نرجو منكم توضيح المسألة؟

ج: يجبُ على المأمومِ أن ينصتَ لقراءةِ إمامِهِ، ويتدبَّرَ ما يسمعُهُ من كلامِ اللهِ، ولا ينشغلُ عن ذلك بشيءٍ آخر، لقولِ اللهِ تعالى: {وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}، قال الإمامُ أحمدُ رحمه الله: أجمعَ أهلُ العلمِ على أنَّها في الصَّلاة، وحملُ المصحفِ أثناءَ قراءَةِ الإمامِ لمتابعةِ الإمامِ يُسبِّبُ كثرةَ الحركةِ، وقد يتأذَّى من بجانبِهِ ممَّا يُؤثرُ على كمالِ الخشوعِ والخضوعِ في الصَّلاةِ، فالمشروعُ تركُ ذلك (٢).

* * *


(١) «فتاوى اللجنة الدائمة» (٣١/ ٣٧٠).
(٢) «فتاوى اللجنة الدائمة» (٣١/ ٣٨٣).

<<  <   >  >>