القسمُ الثاني: التَّبرُّكُ بالمخلوقِ اعتقادًا أنَّ التَّبَرُّكَ به قربةٌ إلى اللهِ يُثيبُ عليها، لا لأنَّه يضرُّ أو ينفع، كتبرُّكِ الجُهَّالِ بكسوةِ الكعبة، وبالتَّمسُّحِ بجدرانِ الكعبة، ومقامِ إبراهيم، والحجرةِ النبويَّة، وأعمدةِ المسجدِ الحرامِ والمسجدِ النبويِّ؛ رجاءَ البركةِ من الله، فإنَّ هذا التَّبرُّكَ يُعتبر بدعةً، ووسيلةً إلى الشِّركِ الأكبرِ إلا ما خصَّهُ الدَّليل، كالشُّربِ من ماءِ زمزمَ، والتُّبرُّكِ بِعَرَقِ النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، وشعرِه، وما مسَّ جسدَه، وفضلِ وضوئِه -صلوات الله وسلامه عليه-فإنَّ هذا لا بأسَ به؛ لقيامِ الدَّليلِ عليه (١). ...
س: كيف نعالج العجب والرياء؟
ج: الواجب على المسلم أن يعمل العمل مخلصًا لله فيه، مقتديًا بالنبي -صلى الله عليه وسلم-، يرجو ما عند الله من الأجر والثواب في الدار الآخرة، فلا يجوز أن يعمل العمل لأجل الناس وثنائهم، كما أنه لا يحل له ترك العمل خشية الناس؛ فإن ذلك عجز ومنقصة.
وعليه أن يحذر من الرياء؛ لأن الرياء يحبط العمل الذي خالطه واستمر معه ولم يتب منه صاحبه.
والعلاج من العجب بالعمل، والرياء: يكون بمجاهدة النفس في الإخلاص لله تعالى، والبعد عن الرياء، والاستعانة بالله في هذا، والتأمل في عاقبة الرياء في الدنيا والآخرة، فإن من تأمل ذلك كره إليه الرياء؛ لأن رياءه لن يجلب له نفع الناس، ولن يدفع عنه ضررهم، بل يجلب عليه