للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

صَرف حق الله إلى المخلوق، قال تعالى: {إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ}.

ثانيًا: طلب المدد من الحي الذي ليس بحاضر لا يجوز؛ لأنه دعا

غير الله وطلب منه ما لا يقدر عليه إلا الله تعالى وهو شِرك أيضًا، قال

تعالى: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا}،

ودعاء الحي الغائب نوع من العبادة، فمن فعل ذلك نُصح، فإن لم يقبل فهو

مُشرك شِركًا يُخرج من المِلة (١).

س: يقال: إن الردة قد تكون فعلية أو قولية، فالرجاء أن تبينوا لي باختصار واضح أنواع الردة الفعلية والقولية والاعتقادية؟

ج: الرِّدَّة: هي الكفرُ بعدَ الإسلام، وتكونُ بالقولِ، والفعلِ، والاعتقادِ، والشَّكِّ، فمَن أشركَ باللهِ، أو جحدَ ربوبيَّته أو وحدانيَّته أو صفةً من صفاتِه أو بعضَ كُتُبِه أو رُسُلِه، أو سبَّ اللهَ أو رسولَه، أو جحدَ شيئًا من المحرَّماتِ المُجمعِ على تحريمِها أو استحلَّه، أو جحدَ وجوبَ رُكنٍ من أركانِ الإسلامِ الخمسةِ، أو شكَّ في وجوبِ ذلك، أو في صِدْقِ محمد - صلى الله عليه وسلم - أو غيرِه من الأنبياء، أو شكَّ في البعثِ، أو سجدَ لصنمٍ أو كوكبٍ ونحوِه؛ فقد كفرَ، وارتدَّ عن دينِ الإسلام. وعليكَ بقراءةِ أبوابِ حكمِ الرِّدَّةِ من كُتُبِ الفقهِ الإسلاميِّ؛ فقد اعتنَوا به، رحمهم الله. وبهذا تعلمُ من الأمثلةِ السَّابقةِ الرِّدَّةِ القوليَّةَ والعمليَّةَ والاعتقاديَّةَ، وصورةَ الرِّدَّةِ في الشَّكِّ (٢).

* * *


(١) «فتاوى اللجنة الدائمة» (١/ ١٣٧).
(٢) «فتاوى اللجنة الدائمة» (٢/ ٨).

<<  <   >  >>