ج: لا يجوزُ الذَّهابُ إلى الكهنةِ والعرَّافين، ولا سؤالُهم ولا تصديقُهم؛ لقولِ النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ أَتَى عَرَّافًا أَوْ كَاهِنًا، فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ، فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ -صلى الله عليه وسلم-»، وقولِه عليه الصَّلاة والسلام:«مَنْ أَتَى عَرَّافًا فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ، لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاةٌ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً»، خرَّجَهُ مسلمٌ في «صحيحِه»، وهؤلاءُ الكهنةُ والعرَّافونُ بادِّعائِهم الغيبَ قد كفروا باللهِ العظيمِ، وخرَجُوا عن الإسلام؛ لأنَّ علمَ الغيبِ من خصائصِ الرَّبِّ جلَّ وعلا، قالَ سبحانه:{قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ}، وقال -عز وجل-: {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ... عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا (٢٦) إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ} (١).
س: هناك فئة من الناس يعالجون بالطب الشعبي على حسب كلامهم، وحينما أتيت إلى أحدهم قال لي: أخبرني عن اسمك واسم والدتك، ثم ارجع في اليوم الفلان وحين رجعت قال لي: إنك مصاب بكذا وكذا. ويقول أحدهم: إنه يستعمل كلام المولى في العلاج. فما رأيكم في مثل هؤلاء، وما حكم الذهاب إليهم؟
ج: هذا الرَّجلُ وأمثالُه الذي يزعمُ أنَّه يعرفُ أنَّ المريضَ مصابٌ بكذا وكذا بمجردِ أخذِ اسمِ المريضِ واسمِ والدتِه، أو أنَّه يستعملُ كلامَ المولى، هو من عملِ الكهنةِ والمشعوذِين، تجبُ نصيحتُه وتحذيرُه من عملِه، وأمرُه بالتَّوبةِ النَّصوحِ إلى الله، فإنْ تابَ وإلا رُفِعَ أمرُهُ للجهاتِ المختصَّةِ؛ لمنع شرِّهِ عن النَّاس. ويحرمُ الذَّهابُ إلى هذا الرَّجلِ وأمثالِه؛ لما رواهُ أبو هريرةَ -رضي الله عنه-، أنَّ النَّبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قال:«مَنْ أَتَى عَرَّافًا أَوْ كَاهِنًا، فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ، فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ -صلى الله عليه وسلم-»، أخرجَهُ أصحابُ السُّنَنِ،