للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بِأَمْرٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ»، ورخَّصَ في الفطرِ في السَّفرِ وفي المرض، وفي الصَّلاة قُعودًا لمَن لا يستطيعُ القيامَ، وعلى جَنْبٍ لمَن لا يستطيعُ الصَّلاة جالسًا، إلى أمثالِ ذلك من الرُّخصِ التي شُرِعَتْ لدفعِ الحرج (١).

س: عندنا إذا أنهى المصلون صلاة الجماعة يقول المصلي لأخيه أو للمصلي الذي قربه: (تقبل الله صلاتك)، فيرد عليه قائلا: تقبل الله صلاتنا وصلاة المؤمنين جميعا. فما قولكم في ذلك؟

ج: التزامُ قولِ المصلِّي بعدَ السَّلامِ لمَن بجوارِهِ تقبَّلَ اللهُ ليس مشروعًا، بل ذلك من البدع؛ لأنَّ النَّبيَّ -صلى الله عليه وسلم- والصَّحابةَ -رضي الله عنهم- لم يفعلوا ذلك، وقد ثبتَ أنَّ النَّبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قال: «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ» (٢).

* * *

س: ما حكم السجود على المقابر والذبح عليها؟

ج: السُّجودُ على المقابرِ والذَّبحِ عليها وثنيَّةٌ جاهليَّةٌ، وشركٌ أكبر، فإنَّ كُلا منهما عبادةٌ، والعبادةُ لا تكونُ إلا للهِ وحدَه، فمَن صرَفَها لغيرِ اللهِ فهو مشركٌ، قالَ اللهُ تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (١٦٢) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ}، وقالُ اللهُ تعالى: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (١) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ}، إلى غيرِ هذا من الآياتِ الدَّالةِ على أنَّ السُّجودَ والذَّبحَ عبادة، وأنَّ صرفَهُما لغيرِ اللهِ شركٌ أكبر، ولا شكَّ


(١) «فتاوى اللجنة الدائمة» (٢٨/ ٣٨).
(٢) «فتاوى اللجنة الدائمة» (٢٨/ ١٩٧).

<<  <   >  >>