للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

باللهِ من الشَّيطانِ لتثاؤبِه؛ لعدمِ ورودِ ذلك، ولا يُجيبُ من شمَّتَهُ لعُطاسِهِ حالَ كونِه في صلاتِهِ، ولا يردُّ السَّلامَ على من سلَّمَ عليه وهو في الصَّلاةِ إلا بالإشارة؛ لعمومِ ما ثبتَ من قولِهِ -صلى الله عليه وسلم-: «إِنَّ فِي الصَّلاةِ لَشُغُلا»، ولحديثِ معاويةَ بنِ الحكمِ السُّلميِّ لمَّا شمَّتَ رجلا في الصَّلاةِ قال لهُ النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: «إِنَّ هَذِهِ الصَّلاةَ لا يَصْلُحُ فِيهَا شَيْءٌ مِنْ كَلامِ النَّاسِ، إِنَّمَا هُوَ التَّسْبِيحُ وَالتَّكْبِيرُ وَقِرَاءَةُ الْقُرْآنِ»، أخرجَهُ مسلمٌ في «صحيحِه» (١).

س: عندما أصلي مع الجماعة في المسجد تطرأ علي هواجيس وأفكار وعندما يسلم الإمام لا أدري ماذا فعلت في الصَّلاة فما هي الطريقة للتخلص من هذه الهواجيس والأفكار؟

ج: صلاتُكَ صحيحةٌ، لكن ثوابَها ناقصٌ بقدرِ ما أصبتَ فيها من الهواجسِ، وعليكَ أن تدفعَ عن نفسِكَ الهواجسَ بقدرِ الاستطاعةِ؛ حتى يتحقَّقَ لك الخشوعُ في الصَّلاة، وذلك بشغلِ نفسِك بتدبُّرِ ما تقرأُ من القرآنِ أو تسمعُ من الإمام، وباستحضارِ عَظَمَةِ اللهِ وجلالِهِ، ومراقبتِهِ قدرَ الإمكانِ، فإنَّه يراكَ وإن كنتَ لا تراهُ، وأكثِرْ من التَّعوُّذِ باللهِ من الشَّيطانِ الرَّجيم (٢).

* * *


(١) «فتاوى اللجنة الدائمة» (٧/ ٣٠).
(٢) «فتاوى اللجنة الدائمة» (٧/ ٣٥).

<<  <   >  >>